سعداني يفتخر على خصومه بأنه منع بلخادم من الدخول إلى اجتماع اللجنة المركزية في الأوراسي، لأن الرئاسة والرئيس بوتفليقة يريد ذلك! وبلخادم، وزير دولة بوتفليقة، يطرد بحرسه من هذا الاجتماع، ويرفع تقريرا إلى من أسماهم “الجهات المعنية”؟! ويقصد بالجهات المعنية الرئاسة والرئيس، أو الجهة أو الجهات التي عيّنت الرئيس رئيسا على الجزائر وهو على كرسي متحرك، أو الجهات التي عيّنت بلخادم وزيرا للدولة!بلعياط، هذا النموذج البائس للسياسة في الجزائر، هو الذي كان وراء عزل بلخادم من على رأس الأفالان في الصيف الماضي بتصرفاته! وهو الذي مهّد الطريق لسعداني ليكون أمينا عاما، “بالسطو على الحزب” كما يقول بلعياط، لأن بلعياط هو الذي جمّد الحزب لأشهر، وفتح الطريق بتصرفه ليصبح سعداني أمينا عاما !ولو كانت الأفالان كما كنا نعرفها، لقامت بإبعاد هذه النماذج المتصارعة على الولاء غير المشروط للكرسي المتحرك، ومن “يطبّع” هذا الكرسي المتحرك! أفالان الثوابت تحت رحمة الكرسي المتحرك!البلد يغلي، أمنيا وشعبيا، ويتهاوى اقتصاديا، ويعبث العابثون بمؤسساته البائسة من خلال العبث بالدستور والقوانين والمؤسسات! وجماعة الأفالان “الحزب” الحاكم يجتمعون بالهراوات في الأوراسي لمدة ساعة لإصدار بيان التأييد للكرسي المتحرك، ويطلبون من هذا الكرسي المتحرك استخدام “شرعيته” في الأفالان، وغير الأفالان، للفصل بين المتعاركين على من هو الأكثر ولاء للرئيس ومن أتى بالرئيس.نصف حكومة البؤس الحالي عيّن وزراءها سراق المال العام باسم رجال الأعمال ! والنصف الآخر عيّنه أبناء العشيرة الأقربون.. والمشاورات حول الدستور وتعديله يقودها من تعرفون خارج إرادة الحزب، الذي يقول إنه حزب الأغلبية.. ومع ذلك يتصارع “زعماء” هذا الحزب على من يؤيد الرئيس ومن معه من العابثين بالبلد.شيء جميل جدا أن تجتمع قيادة الحزب الحاكم وتتلاكم فيما بينها “بالدبزة” وليس بالأفكار، ثم يصدرون بيانا فيه كل شيء إلا السياسة.. يتحدثون فيه عن البيان الذي أصدروه قبل ستة أشهر ودعوا فيه الرئيس لأن يترشح للرئاسة وهو على كرسي متحرك !لو كان في الأفالان بقايا “حشمة” سياسية لاستحت أن تفعل بنفسها وبالبلد هذه الأفاعيل !الآن أصبح أكيدا أن المسألة في الأفالان لم تعد أزمة قيادة فقط، بل أصبحت أزمة مناضلين في القاعدة أيضا.. فلو كانت القواعد سليمة لقامت بانتفاضة سياسية وجمّدت كل أعضاء اللجنة المركزية هذه، التي بقيت عشر قرن كامل وهي تمارس السياسة “بالكومبلوات” وتسميتها “التصحيحات”!حلّ الحزب أصبح غاية ومهمّة وطنية، لتخليص البلد والشعب من هذا الأخطبوط الفسادي الذي عشش في مفاصل الدولة، باسم التاريخ والوطنية والنضال المزيّف.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات