لفت انتباهي بشكل كبير مقالك اليوم بعنوان ”بيان أول نوفمبر لم يعد صالحا”، فأنا عضو في هذه التنسيقية التي أعدت الأرضية، وأصارحك أنني أشاطرك الرأي بخصوص هذه النقطة بالذات.. قد أفاجئك إن قلت لك إن بيان أول نوفمبر كان أسهل قاسم مشترك بين جل الأعضاء وهذا ما كان البحث عنه من طرف هذه التيارات المختلفة مشاربها، فكان البحث عن أدنى شيء نتفق عليه لننطلق في صياغة الأرضية والاتفاق بعدها على أشياء أخرى حتى وإن لم تكن بالإجماع.الأكيد أن هذه الأرضية ليست قرآنا وهي قابلة للنقاش والإثراء، فيا سيدي أنت من بين الشخصيات المدعوة لهذه الندوة وسنتشرف كما شرفتنا في قاعة حرشة، ورجائي أن تكون حاضرا وتطلب تدخلا يتضمن محتوى مقالك هذا.نور الدين تباب ـ أمين المجلس الوطني لجيل جديد يا سيدي، أنتم في التنسيقية جيل جديد من السياسيين الواعدين ويعول عليكم في إنقاذ البلاد مما هي فيه، والمسألة أصبحت فرض عين على كل مواطن مخلص لبلده ولم تعد فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين.بيان أرضيتكم فيه الكثير من الأفكار ولكنها جاءت قلقة وغير مرتبة ومشوشة، صحيح أنها كانت أحسن من وثيقة السلطة في الصياغة لكنها كررت نفسها في العديد من البنود وإليك بعض الأسئلة:أولا: لا يصح منطقيا تقديم مبدأ الطابع الجمهوري للحكم على مبدأ الوحدة الوطنية لأن من حق الشعب أن يحدد شكل الدولة جمهورية أم ملكية، لكنه لا يجوز له عقلا ونقلا أن يمس بالوحدة الوطنية.ثانيا: الحديث عن إنشاء هيئة مستقلة دائمة للإشراف على الانتخابات.. لا يا سيدي ينبغي أن يكون الطموح هو إنشاء مؤسسات دستورية للدولة تحت الرقابة المباشرة للشعب بحيث هي التي تنظم الانتخابات كما هو الحال في جميع الدول التي تحترم نفسها ولا تحتاج إلى هيئة تراقب مؤسسات الدولة مثلما لا تحتاج إلى مراقبة أجنبية..ثالثا: واضح من محتوى الوثيقة أنكم اقتنعتم باستحالة تحقيق الانتقال الديمقراطي بالأطر والأدوات التي توفرها السلطة حاليا وتعمل بها.ǃ تماما مثلما اقتنع ثوار أول نوفمبر 1954 باستحالة تحقيق الاستقلال الوطني بالأدوات النضالية السياسية عبر المنظومة السياسية للاستعمار.. ولهذا عمدوا إلى العمل خارج المنظومة الاستعمارية أي الثورة، ولكن أنتم الآن يجب أن تكون لكم الشجاعة وتقولوا صراحة في بيان واضح لا لبس فيه:لا نعترف بشرعية النظام وشرعية العمل في أنساقه، وهذا يترتب عليه بداية النضال بوسائل أكثر نجاعة في تعبئة الشعب من أجل التغيير كالإضرابات والمسيرات السلمية والاعتصامات وحتى العصيان المدني.. أما ما عدا ذلك فلن يكون إلا مساعدة للنظام على خلق حركية سياسية كاذبة.رابعا: لا يمكن أن أتصور تغييرا يأتي من ضغط ترخص له السلطة سواء بالاجتماع أو المسيرة أو الاحتجاج.. ينبغي أن يتضمن البيان أو الوثيقة صراحة أن المؤسسات القائمة غير شرعية ولا توفر للشعب الجزائري الإطار الذي يمارس فيه حقه السياسي ولذلك فإن العمل خارج هذه المؤسسات هو الشرعي. يجب طرح مسألة الشرعية بقوة تخرج الشعب عن تردده في الحسم مع هذا النظام، كما فعل ذلك في أول نوفمبر 1954 عندما حسم في الأمر مع الاستعمار.ǃ فهل أنتم فاعلون؟ǃ
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات