+ -

 تحية مني سيد سعد، أنا مواطن من ندرومة أو ما يصطلح عليه نظريا ونمطيا بدوار الرئيس والرئيس لم يولد ولم يعش فيها أصلا. لقد لاحظت مؤخرا في مختلف المواقع والصفحات الاجتماعية كثيرا من العدوانية ضدنا وضد منطقتنا ككل، أي تلمسان ونواحيها، ووصل الحد إلى نعتنا باليهود، رغم أن اليهود ككثير من مناطق الجزائر تعايشوا بيننا طيلة قرون في سلم ووئام تحت قيم التسامح والتحضر، ولكن كثيرا من جيل بن بوزيد لا يعرف هذا الحقائق. نحن هنا من أصول وعرقيات مختلفة من المورو أندلسيين وأمازيغ وعثمانيين أتراك وعرب ويهود (حتى الاستقلال)، وواجهنا الاستعمار الفرنسي ككل الجزائريين ودفعنا فاتورة ذلك غاليا، وقولي هو لا تحاسبونا على ما فعله السفهاء منا فلم نطلب من الرئيس أن يعطينا امتيازات ولا نرى أنفسنا أحسن من باقي الجزائريين ونتبرأ من تصرفاته وتصرفات أوليغارشيته باسمنا، فنحن مواطنون مثل كل الجزائريين نصارع الحياة مثلهم ولسنا مختلفين عنهم وكثير منا هنا ليس راضيا عن عهدة الرئيس الرابعة وعبثه بالدستور وسياساته الاقتصادية القائمة على الريع والفساد المتفشي طيلة فترة حكمه، وتعيينه لأشخاص من منطقتنا في مناصب المسؤولية لأن هذا التصرف جلب لنا الحرج ونظرة الاحتقار من طرف مواطني المناطق الأخرى بسبب إحساسهم بالحڤرة والتهميش. أنا شخصيا كمواطن جزائري وليس كندرومي أمازيغي أندلسي الأصل، أتمنى أن يأتي يوم ويكون رئيسنا من أدرار مثلا، رئيس وزرائنا من تندوف، وزراؤنا ومسؤولونا من مختلف ربوع مناطق الوطن، المهم أن يكون القاسم المشترك بينهم هو الكفاءة والنزاهة، والإخلاص للوطن ككل، وليس لمنطقة أو عشيرة أو أصول معينة.أرجو أن تزال هذه الصور النمطية نحونا وأدعو إخواني الجزائريين بأن لا تعمموا علينا فمن عمم ظلم، وشكرا.أشكرك على هذه الروح الوطنية وكل ما قلته صحيح مؤثر، فالرئيس لم يضع الآليات المطلوبة لإبراز أهم ما في البلاد من كفاءات وإسناد المسؤوليات لهم، فالانتخابات كوسيلة فرز أصبحت معطلة بالرداءة السياسية والتزوير والمال الفاسد، والإدارة أنهكها الفساد والرداءة والمحسوبية، وأجهزة الأمن ألغي دورها في التقييم لفساد أساليبها في الممارسة، فلم يعد في البلاد وسيلة ناجعة في تقييم الناس بناء على  المعارف العلمية والكفاءة المهنية، فأصبحت قنوات ”الشيتة” والزبائنية والجهوية والمعريفة هي الوسائل المستعملة في تعيين المسؤولين، ولذلك حتى ندرومة وتلمسان لم يختر الرئيس من بين أبنائها أحسنهم لتولي المسؤوليات، فالقضية إذن عامة ولا تتعلق بأبناء جهة بعينها، فغياب الآليات الموضوعية لاختيار المسؤولين هو الذي جعل الرئيس يلجأ إلى معارفه وعلاقاته الخاصة وعلاقات محيطه في تعيين المسؤولين، ولذلك عمت الرداءة، فندرومة وتلمسان في هذا الأمر مظلومة مثل بقية المناطق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات