+ -

أستاذي سعد، عجيب أمري إذ أثق بك أكثر من أي شخص أعرفه.أنا يا أستاذ فتاة جزائرية كالبقيات، ريفية أنا صحيح ولكن تفكيري تجاوز حدود الجبال وطموحي وجهدي هدته إدارة وإرادة هذا البلد الرديء. وأنا التي قرأت “جدد حياتك” في سن الحادية عشرة وآمنت أنه عندما يتغير الناس، يتغير العالم. أمضيت سنوات حياتي في الدراسة والاجتهاد، لست تلك العبقرية أدري ولكنني لم أحظ بالفرصة لأكونها مطلقا.تحصلت على البكالوريا سنة 2002 بتقدير “قريب من الجيد” وتدخلت سلطة الأبوة لتحرمني من أول خياراتي ورضيت. وولجت الجامعة ولم يمض عام آخر حتى صفعتني سياط الظلم من جديد.. خسرت مرغمة، لم أستسلم.. واصلت دراستي وتخرجت سنة 2008 بتقدير “قريب من الجيد”. حملت شهادتي وتخيلت أن لي الحق في أن أكون جزءا من العالم، ياه.. سأحسن حياتي أنا التي قضم اليتم قلبي في سن العاشرة ووالداي على قيد الحياة.لماذا قتلتم روحي؟ زرعتم داخلي شعور الألم والغضب وقلة الحيلة؟ منذ سنة 2008 يا أستاذي لا توجد مسابقة توظيف لم أخضها جهدا ومالا، داخل الولاية وخارجها، والنتيجة: أفقد جزءا من ذاتي كل مرة. إليكم أستاذي سعد هذه المقارنة ـ المفارقة بيني وشخص آخر وهو والله أقل شأنا من أن يذكر، لمسارينا الدراسيين وذلك في إطار مسابقة خضناها :- حصلت الشهادة الابتدائية بامتياز حصلها بالإنقاذ.- التعليم الأساسي جيد جدا، هو لا شيء.ـ البكالوريا “قريب من الجيد”، هو بزيادة نقطتين أقرهما الوزير المبدع.ـ الجامعة “قريب من الجيد”، دون تقدير.ـ أستاذي هذا الشخص يحصل على وظيفة فور تخرجه، لعلمكم المسابقة على أساس الشهادة، ولا أزال وأمثالي نبحر في المجهول. أين الحقوق ولمن نرفع مظالمنا؟ أنا أتميز، أستاذ سعد، بحكمي الصادق على الأشخاص وأفرق جيدا بين العدل وما هو عادل؟ تصوروا شعوري؟ وخيبة أملي، يا لحزني على هذا الوطن، هل سنشتري حقوقنا يوما؟ نحن مخيرون وليس ما يصيبنا قضاء وقدر؟ إليكم رأيي في مسألة  التوظيف ببلادنا:- حقوق تضيع لا نعلم والله، متى ولمن وكيف ذهبت.- حقوق تضيع بـ”المعيرفة” والوساطة وندرك غالبا لمن ذهبت.- حقوق تضيع باسم الحظ “حاشاكم خبزة وطاحت على كلب راقد”- حقوق تضيع باسم الشهادة والوثائق ومسمياتهما.ـ ذات مرة سألتني زميلة: “ما رأيك في ترشح الرئيس؟”. أجبت: “ليس لدي أنا مستقبل”. هزت رأسها عجزا، وأدرك أنك تفهمني. أستاذي سعد أوصل رسالتي ولا تظلمني أنت أيضا:ـ سيدي الرئيس ويا من تملكون هذه الأرض والأنهار التي تجري تحتها وفوقها أموال، أما تعلمون أن عمر بن الخطاب قال: “لو أن شاة بشاطئ الفرات عثرت لخفت أن يحاسب الله عليها عمرا” اتقوا الله في رعيتكم إن دعاء المظلوم لمستجاب.ـ أنتم تريدون ونحن نريد والله يفعل ما يريد وسيفعل بكم.ـ لو مت هو ذنبكم، لا تتركونا أموات أحياء ولا تقتلونا على مراحل فلتكن واحدة هي القاضية.ـ لا تستسلمي فالغد يوم آخر، أتوسل إليكم “اتركوا غدي يطلع”ـ ماذا أقول أنا: “سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري وأصبر حتى يأذن الله في أمري” وليس أنتم.ـ لن تسلبونا أحلامنا ولا  ثقتنا بالله ولا حبنا للوطن، ولا عشقنا لرجاله الأوفياء، تأتون لا نفرح بكم وتذهبون لا نحزن عليكم وكل مكاسب الدنيا تزول. ولما ينادي المنادي: “لمن الملك اليوم” وقد ملكتم، سأبحث عنكم ولن أسامحكم وأرجو ألا يفرج عنكم كربة من كربات يوم القيامة. لم ترحموني حتى عفت نفسي وتآكلت روحي. أنا أخزن طاقتي للحظة الأخيرة، لماذا أعيش؟ وكيف أعيش؟ هذه اللحظة أهي انتصار؟ أم أنها انتحار؟... لست أدري.^ بوحيضر سعاد: مهمشة جيجللا تقولي لي بأن دعاءك وأمثالك هو الذي وضع الرئيس على كرسي متحركǃ مجانية العمل التي تمتع بها جيلي مع المرحوم بومدين تخلى عنها الشاذلي في الثمانينيات ومجانية التعليم التي أقرها بومدين في السبعينيات وبها أصبحت الريفيات أمثالك يكتبن هذا النص الجميل أفضل مما يكتبه الوزراء والمستشارون برئاسة الجمهورية، هذه المجانية للتعليم أصبحت مهددة من طرف الوزيرة بنت دشرة الرئيس بالإلغاء وهي لا تعرف العربية كما تتقنيها أنت. لك الله يا بنيتي فعندما يغيب العدل يغيب الأمل في الحياةǃ[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات