الحظ الثابت والكرسي المتحرك؟ǃ

 فعجيب ما تفعله بي يا سعدǃمن الناس من يشتري الجريدة للاطلاع على آخر الأخبار وكثير منهم لا يقتنيها إلا من أجل أخبار الرياضة أو حتى بسبب الإشهار وكلهم يبدأ بالصفحة الأولى أو لا يقرأ إلا العناوين.أما أنا فأمسك بالجريدة من جهة الصفحة الأخيرة وأقلبها لقراءة عمود نقطة نظام أولا ثم أطّلع على الأخبار.السبب؟ليس بسحر ولا بآرائك ففي مرات عدة أخالفك وأجدك تحيد عن الحق.لكن يعجبني تفكيرك الجريء وأسلوب طرحك للإشكاليات وطريقة تفاعلك مع القلم وصدّقني إن قلت لك إنني وحين أقرأ نقطة نظام أفتخر بمخاض الجزائر وبالعقول التي أنجبتها. وإني اليوم لا أراسلك من أجل مدحك فقد بقيت صامتا مطولا رغم إعجابي بمقالاتك، ولكن لأطرح عليك نقطة تخص هذا الوطن وأجد نفسي مقحما فيها دون حول مني ولا قوة. باختصار أنا رجل في الأربعين من عمري أفرزت قرعة الحج لموسم 2013 اسمي واسم زوجتي بعد التسجيل لمدة 15 سنة. وقد كنت في صيف 2012 أصبت في حادث سقوط من على سقف تركني أتنقّل على كرسي متحرك، ولكن والحمد لله أنا بصحة جيدة أقود السيارة وأسعى وراء رزق أبنائي الخمسة وأؤمّن لهم متطلباتهم، شأني شأن أي والد مسؤول يسير على قدميه.المهم حين تنقلت للفحص الطبي للحج، لفت انتباهي في قاعة الانتظار عجوز في أرذل العمر مع مرافق شاب، قال لها ذلك الشاب ”لا تخبريهم أنك مصابة بداء السكري والضغط فقد يرفضون السماح لك بالحج” فأجابت بعزّة كما عوّدتنا عليه أمهاتنا ”لالا يا وليدي. نروح للحج أو نكذب؟” (دخلا للفحص وهي تستند على ولدها بخطى مثقلة، بعد قليل خرجت فرحة وهي تحمل دفتر المؤشر عليه لأداء مناسك الحج.حمدت الله الذي جازاها عن صدقها عاجلا غير آجل، وجاء دوري مع زوجتي دخلنا وبعد الفحص قال لي الطبيب الأول على رأس اللجنة ”نحن متأكدون من قدرتك الجسدية والذهنية بأداء الحج، سنؤشّر على دفتر زوجتك ولا نستطيع التأشير لك، لأن هناك تعليمة من وزارة الصحة تقصي معاقي الأطراف السفلية من الحج (كتبت شكاية مرفقة بملف طبي كامل حول أهليتي خاصة وأني كنت أديت عمرة منذ وقت قصير طالبت بإعادة النظر في حالتي وتنقلت لوزارة الصحة ست مرات دون جدوى، فالقانون فوق الجميع. فهل هذا صحيح؟أتذكر قول موثّق عجوز قال لي منذ مدة ”يا بني القانون في الجزائر كالمطاط يسحب فيمر عبره نخبة قليلة ثم يغيّر فلا يمرّ غيرهم( وكل من قصدتهم أصروا أن الله لم يأذن لي بالحج بعد، وأنا أسلّم بذلك، هذا من الماضي ولكني تساءلت ماذا لو أراد فخامة الرئيس أداء مناسك الحج هل ستتحول مشيئة الله ويحج من على الكرسي المتحرك؟ وهل سيمدد المطاط ليمر وحده ويترك بعده؟ أم ستغيّر وزارة الصحة لائحة المقصين من الحج وبسهولة كما يغيّر الدستور.؟ وفي الختام تحيا المساواة في أرض رويت بدم الشهداء.من على الكرسي المتحرك، عبد الحليم شريفملاحظة: بدأت تفكر في الحج وعمرك 25 سنة.. وكان عليك أن تسجّل في الحج وأنت في روضة الأطفال.ǃ