“الرئيس بوتفليقة دعا الصحافة الوطنية إلى احترام المؤسسات الدستورية”، ونحن نثمن ما قاله الرئيس وما دعانا إليه.. لأن بناء الدولة يبدأ باحترام مؤسساتها الدستورية، وكم كنا نتمنى لو أن رئيس جمهوريتنا أعطانا المثل والقدوة في احترام المؤسسات الدستورية كي نقتدي به ونشيد مؤسسات دستورية يسيرها القانون والدستور وحده، ومن الأعمال الجليلة التي شيدها الرئيس بوتفليقة لفائدة المؤسسات الدستورية طوال حكمه 15 سنة نذكر ما يأتي:أولا: ترشحه لوحده لانتخابات رئاسة الجمهورية سنة 1999 بعد أن انسحب خصومه الستة احتجاجا على ظهور بوادر تزوير الانتخابات، وكان الترشح لوحده بناء على فتوى (دستورية) أصدرها الدستوري بجاوي محمد الذي جاء اسم ابن أخيه فيما بعد في فضيحة القرن.. فضيحة الفساد بسوناطراك.ǃ فهل هذه صدفة دستورية؟ǃثانيا: الرئيس بوتفليقة هو الذي (احترم) المؤسسات الدستورية أكثر من غيره وبالغ في هذا الاحترام إلى حد أنه لم يخاطب البرلمان ولا مرة طوال 15 سنة من حكمه، لكنه خاطب العديد من برلمانات العالم، والمرة الوحيدة التي خاطب فيها البرلمان بغرفتيه هي المرة التي جمع فيها الغرفتين ليقول لهما: إنني أعدل بكم الدستور وأفتح العهدات لأترشح لعهدة ثالثة.. ولجأت إليكم كبرلمان لأنني لو ذهبت إلى الشعب باستفتاء لما وافق على ذلك.ǃ وفعل ذلك في احترام تام لليمين الدستورية الذي أداه بأن يحترم الدستورǃثالثا: قام بدفع بن صالح إلى الاستقالة من النيابة في الغرفة الأولى وتعيينه في الثلث الرئاسي ليكون رئيس الغرفة الثانية (مجلس الأمة) في احترام كامل من طرف الرئيس لإرادة الشعب الذي انتخب بن صالح ليكون نائبا في الغرفة الأولى، ونفس الشيء فعله مع بلعيز الذي استقال من المجلس الدستوري ليعينه الرئيس في الداخلية، والصورة نفسها كانت مع سلال الذي عينه الرئيس مديرا لحملته بعد أن استقال من الحكومة.. لأن حملة الرئيس أهم (دستوريا) من السير العادي للحكومة.. بهذه الطريقة يحترم الرئيس المؤسسات الدستورية.. ثم بعد شهر يقوم الرئيس بإعادة سلال إلى الحكومة ثانية.. إنه الاحترام التام للدستور ومؤسسات الجمهورية الذي أدى بشأنه الرئيس اليمين الدستوري أو اليمين الغموس. ولا أذكر كيف احترم الرئيس الدستور والمجلس الدستوري من خلال “ليِّ” ذراع المجلس الدستوري كي يقبل ترشح الرئيس للعهدة الرابعة وهو على كرسي متحرك، ويعطل الرئيس المادة التي تنص على أن الرئيس المترشح يقدم ملفا صحيا.ǃرابعا: الرئيس احترم ما نص عليه الدستور بخصوص صلاحيات رئيس الحكومة التي أدخلها الرئيس الشاذلي في الإصلاحات الدستورية بعد أحداث أكتوبر، فقام بوتفليقة بتحويل رئيس الحكومة إلى وزير أول ونزع صلاحياته وأسندها لنفسه في سياق احترام الدستور وتوزيع المسؤوليات.وقام الرئيس باحترام الحكومة كمؤسسة دستورية بتجميد عقد مجلس الوزراء مدة سنتين كاملتينǃ وقام بالسماح لسلال بتوزيع المال العام على الولايات خارج أي رقابة برلمانية كما ينص على ذلك الدستور؟ǃ وقوانين جمهورية بوكاسا.ǃخامسا: قام الرئيس برعاية تامة لحرية التعبير والصحافة كما ينص على ذلك الدستور، فمنع السمعي البصري من الظهور الخاص طوال حكمه.. وأحال مخالفات النشر إلى قانون العقوبات، وعبث بوسائل الإعلام الخاصة والعامة كما عبث بالأحزاب والجمعيات.ǃ واليوم يطلب من الإعلام أن يحترم الدستور والمؤسسات الدستورية ولا يهينهاǃ هل فعلا يحق لنا في الإعلام أن تحترم الدستور والمؤسسات ونخالف سياسة الرئيس التي بنيت طوال 15 سنة من حكمه على عدم احترام المؤسسات الدستورية والدستور والقانون؟ إني لا أصدق بأن الرئيس سيحترم الدستور والمؤسسات الدستورية بعد هذه الإنجازات (العظيمة) في استعمال الرئيس لصلاحياته الدستورية في عفس الدستور وعفس المؤسسات[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات