قال وزير الداخلية: إن ضحايا اعتداءات الشرطة على المتظاهرين في تيزي وزو لم يودعوا شكاوىǃ وإن المتورطين في التجاوزات من رجال الشرطة سيتعرضون إلى عقوبات.ǃلا يا سيادة الوزير.. من ينبغي أن يتعرض إلى عقوبات ليس رجال الشرطة الشباب الذين واجهوا الشباب المتظاهر الذي يطالب بحقه في العمل والكرامة. بل الذي يجب أن يتعرض إلى العقوبة هو من أمر باستخدام الشرطة في معالجة مسائل سياسية لا علاقة لها بالشغب أو المساس بالأمن العام. هؤلاء الشرطة المساكين الذين تريدون معاقبتهم هم في النهاية ضحايا مثل الضحايا الذين تعرضوا للضرب والسحل! وأقسم لك بالله يا سيادة الوزير إن الشباب الذين تعرضوا للسحل من طرف إخوتهم في الشرطة هم أكثر وعيا من كل أعضاء حكومتنا البائسة بحقيقة ما جرى وما يجري، ولهذا لم يودعوا شكاوى.ǃ لأن وضع شكاوى يعني أن الشباب يعطي الحجة للفسدة في السلطة لمعاقبة الشباب مثلهم في الشرطة ولا شيء غير ذلك.ǃ عاقبوا من يستحق العقاب يا سيادة الوزير.. الذين ينبغي أن يتابعوا قضائيا ويعاقبوا يا سيادة الوزير هم الذين أمروا باستخدام الشرطة في مواجهة مطالب سلمية ذات طبيعة سياسية، أي استخدام الشرطة في العلاج الأمني لقضايا سياسية، يحرم الدستور والقانون استعمال القوة الغاشمة فيها؟ǃنحن على يقين بأن معاقبة الشرطة الذين استخدموا العنف ضد المتظاهرين في تيزي وزو سيكون أكثر وجعا للشباب المضروب في تيزي وزو، لأن الأمر لا يعدو أن يكون معاقبة الضحية للضحية الثانية للتغطية عن المرتكب الحقيقي للجريمة، وهو من يستخدم جهاز الشرطة في القمع السياسي.ǃهؤلاء الشرطة الذين تودون معاقبتهم حالهم كمن يُرمى في البحر ويقال له احذر من البلل.ǃ أحسن إجراء تتخذونه ليس معاقبة هؤلاء الشباب على أنهم لم يتصرفوا بمهنية مع إخوتهم في المظاهرات، بل الإجراء الصحيح هو الكف عن استخدام الأمن في السياسة وفي أعراض غير أمنية بالأساس.أليس غريبا يا سيادة الوزير أن يبقى الشباب الجزائري ربع قرن كامل مقسما إلى شرطة ومشاغبين يجرون وراء بعضهم البعض بالهراوات والحجارة.ǃ نصف الشباب يأكله الحر والقر في الحواجز الأمنية التي بلغ تعدادها عشرات الآلاف وتبتلع حقوق الشباب في العمل والتنمية، وشباب آخر إما يهج إلى الجبال أو يرمي بنفسه في البحر هربا من هذه السياسية التي تُحمى بهراوات الشرطة؟ǃ الشباب في العالم يصنع مستقبله ويبني ويشيد، يتزوج ويرقص ويعيش حياته، وشبابنا يُقسم هكذا ويواجه بعضه البعض بهذه الطريقة البائسة.ǃلا تقولوا لنا إن تصرف شباب الشرطة في تيزي وزو عمل معزول وقلة مهنية من بعض الشرطة، لا أبدا.. هذا التصرف سياسة مقصودة ومدبرة وقلة مهنية من الذين يستخدمون الشرطة في هذه المواجهات وليس قلة مهنية من الشباب في الشرطة.. قلة المهنية أساسها قلة مهنية السياسيين الذين يزجون بالشرطة في مثل هذه المهام القذرة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات