عندما سمعت خبر مقتل جنود الجيش الوطني الشعبي في تيزي وزو.. سقطت دمعة من عيني لا إراديا لأنني تخيلت أن أحد هؤلاء الجنود الشباب ابني أو ابن أي قارئ يقرأ هذا العمود.ǃ بالتأكيد لن يكون ابن أحد الأسود أو الأرانب الذين ترشحوا للرئاسة أو فازوا بها عبر فوز الرئيسǃأبناء الشعب يقتلون أبناء الشعب منذ ربع قرن تقريبا.. وتجار السياسة يقولون لنا كل 5 سنوات: صوتوا على الاستقرار والأمن؟ǃ أي استقرار وأمن هذا الذي صوتنا عليه في تيزي وزو في أقل من 24 ساعة.ǃهل يستحي من يقول: إن الرئاسيات الأخيرة هي تصويت على الأمن والسلم والاستقرار؟ǃ وهل تستحي حنون مما تقوله وهي تعلق على نتائج الانتخابات بالقول: إن الجزائر تجنبت بنتائج الانتخابات الأخيرة محنة وطنيةǃ فإذا كان الأمر كذلك فلماذا ترشحت أصلا ضد هذا الذي اعتبر نجاحه إنقاذا للبلاد من محنة وطنية؟ǃهل فعلا يعي بن فليس ما يقول حين قال: إن الرئيس تفاوض مع أصحاب القرار على دور ثانٍ؟ǃ من هم الذين تفاوض معهم الرئيس على التزوير؟ǃ أين هو النائب العام؟ǃ أين هو المجلس الدستوري؟ الدولة هي مؤسسات تعمل عملها أثناء ظهور مثل هذه الظواهر..ǃ ما قاله بن فليس ليس كلام صحفي أرعن مثلي بل هو كلام مرشح للرئاسية واحتل المرتبة الثانية. دولة القانون تبدأ من احترام الناس لما يقولون.. وتبدأ من تطبيق القانون على ما يقال؟ǃ جماعة بن فليس أيضا قالوا كلاما آخر أكثر خطورة وهو أن عناصر بن فليس في حراسة صناديق الانتخاب تم إرشاؤهم؟ǃ أين هي الدولة في هذا الإجراء ومن هي هذه الإدارة التي تسمح بمثل هكذا ممارسات؟ǃأعرف أن بن فليس رجل قانون.. وهو الذي سمعته يقول لبوتفليقة سنة 1989 في ندوة إطارات الحزب آنذاك “ممارسات مجلس الثورة ضد العدالة انتهت”ǃكان بوتفليقة يجلس في الصف الثالث في قاعة قصر الأمم، وبن فليس يجلس بجانب رئيس الحكومة حمروش في الصف الأول، لأنه كان عضو المكتب السياسي ووزير العدل في حين كان بوتفليقة مجرد عضو في ندوة إطارات الحزب العائدين.ǃقال بوتفليقة للمرحوم مهري الذي يرأس الجلسة: يا سي عبد الحميد اطلب من الرئيس الشاذلي أن يعفو عن بن بلة ويسقط أحكام العدالة ضده ليدخل إلى التراب الوطني كما حدث مع أيت أحمد والزبيري وغيرهم.ǃ التفت بن فليس إلى الخلف وطلب نقطة نظام من مهري فأعطاه إياها، فقال بن فليس لبوتفليقة: يا سي عبد العزيز: حكاية عفس العدالة في وقتكم مجلس الثورة انتهت.. بن بلة محكوم عليه وإذا دخل سأطبق عليه القانون.. ولن يحدث ما حدث في 1968 عندما عفست العدالة من طرفك كعضو مجلس الثورة وأطلقت سراح الرعية الفرنسي الذي دخل المياه الإقليمية في القل دون إذن وعفست على العدالة وعلي كنائب عام لقسنطينة.. نعم القانون مازال يعفس يا سي علي.. فلو كانت الدنيا دنيا لدفع الثمن من تسبب في إزهاق أرواح هؤلاء الشباب في تيزي وزو.؟ǃ
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات