+ -

 كل من شاهد الرئيس بوتفليقة وهو يمارس حقه الانتخابي فوق كرسي متحرك.. لاشك أنه قرر عدم التصويت إذا كان في نيته التصويت! ما أجملها من صورة مضحكة لمرشح مزوّر.. زوّر لنفسه الترشح عبر تزوير المجلس الدستوري، ويصوّت على نفسه رئيسا خلفا لرئيس كان يمشي على اثنين فأصبح يمشي على أربعة!كانت جدتي رحمها اللّه تقول إن الإنسان يبدأ حياته على أربعة وينهيها على أربعة أيضا! وكم كانت الصورة المقدمة في التلفزة معبّرة عن واقع بلادنا، ونحن نرى رئيس المستقبل في الجزائر يُدفع به على أربع، كما دفع ذات يوم نعش الملك الحسن الثاني رحمه اللّه!هل تحتاج وفود مراقبة الانتخابات إلى دليل على تزوير الانتخابات الرئاسية هذه، وهي ترى المجلس الدستوري يزوّر المرشح الرئيس الذي سيفوز بالرئاسيات لا محالة؟! هل بإمكان المراقبين الدوليين أن يشهدوا بعدم تزوير كل المرشحين وهم رأون المرشح الرئيس فوق كرسي متحرك؟!أكبر شتيمة توجه لبن فليس يوم 18 أفريل هو أن يقال له لقد انتصر عليك في الانتخابات (B.B) سياسي يسير في ”بوسات”! ويقال للجهاز الوطني لتزوير الانتخابات ”برافو.. مرحى”، لقد نجحتم في تزوير رئيس أصبح وقوفه على رجليه ”حدثا سياسيا”، وأصبح نطقه لبعض الكلمات كالطفل الصغير يعد أيضا ”حدثا سياسيا”! وكم تمنيت لو أن لويزة حنون طبخت لنا ”المرمز” أو ”الخفاف” تبركا بخروج أسنان الـ(B.B) الرئاسي!لكن هذه المضحكة الانتخابية ”كوم” وما تنقله التلفزة من أخبار مباشرة لعمليات التصويت ”كوم” آخر! فلم أكن أحسب نفسي أنني سأعيش إلى زمن تكرس فيه الجهوية الانتخابية حتى في أخبار التلفزة.. فالمراسلون في التلفزة ينقلون بـ«بلادة مهنية” عالية جدا أخبار الإقبال النسبي لسكان الغرب على صناديق الاقتراع، فيما تنقل النسبة المتدنية للتصويت في منطقة القبائل والعاصمة والشرق.. والتلفزة بهذا تقدّم لنا أحد الإنجازات السياسية العظيمة لـ(B.B) السياسي الذي حكمنا 15 سنة ويريد أن يحكمنا 5 سنوات أخرى من ”البوسات” بالاعتماد على حكاية الجهوية المقيتة!مآخذنا على المؤسسة العسكرية ليست فقط في أنها سمحت بمهزلة العهدة الرابعة، بل إنها سمحت بإيجاد الظروف التي تجعل الجهوية المقيتة تطل برأسها كالأفعى! المشكلة هي أنه لا بوتفليقة في وضعه الحالي في السياق السياسي الذي لوى فيه ذراع مؤسسات الدولة لفرض عهدة رابعة حتى بالتصويت الجهوي، ولا بن فليس الذي قدّم نفسه أو قدّموه بمحتوى جهوي مقيت.. لا هذا ولا ذاك بإمكانه أن يكون رئيسا للجزائر دون مشاكل جدية ليس أقلها الجهوية.. والظاهر أننا قد نحتاج إلى دموع كثيرة لغسل هذا العار السياسي الذي أصبحت فيه البلاد بسبب ”جياحة” الرداءة التي أصابت كل مؤسسات الدولة؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات