الآن انتقل خوف الرئيس على الانتخابات الرئاسية من حالة الخوف من المقاطعة الكاسحة إلى حالة الانتخابات العقابية ضده وضد الحكم بصفة عامة بعد نتائج الحملة الانتخابية التي قام بها أنصار الرئيس بالمقلوبǃ:أولا: أصبح الداعون للمقاطعة ليس لهم مشاكل مع الداعين للتصويت العقابي ضد الرئيس.. لأن المقاطعة العالية تساعد الخصم الرئيسي للرئيس في الوصول إلى أهدافه من خلال جعل الرئيس يفوز بالتزوير الفاضح بأقلية كاسحة يمكن أن تضعف موقفه في العهدة الرابعة، فالتصويت ضد الرئيس لا يساعد خصمه فقط، بل يساعد أيضا المقاطعين.. لأنه كلما كان فوز الرئيس بنسبة ضعيفة كلما كانت إمكانية الطعن في شرعية الحكم بعد 17 أفريل ممكنة وقوية، لأجل الذهاب إلى مرحلة انتقالية واختزال عهدة الرئيس.ثانيا: الرئيس لا يواجه صعوبات في تزوير الانتخابات القادمة فقط، بل يواجه أيضا صعوبات جدية في إجراء عملية التزوير، لأن الجهاز الوطني للتزوير يبدو أنه لا يشارك هذه المرة في العملية بصورة فعالة كما حدث سنة 2004، لأن بلعيز ليس هو زرهوني اليزيد، وتتضح هذه الصعوبة من هذا التضارب بين هيئات الدولة حول العديد من القضايا، ومنها مسألة تصوير مكاتب الاقتراع ودعوة مسؤول بوزارة الداخلية إلى عدم دخول قنوات الإعلام إلى المكاتب.. وهذا فهم على أنه محاولة لإخفاء حكاية التزوير الفاضح؟ǃ ولو لم يكن الأمر كذلك لما وقع هذا التناقض بين وزارة الداخلية ووزارة الإعلام. وجاء الصراع حول الإعلام ليدعم الصراع حول الولاة.ثالثا: القضية التي ستواجه الرئيس يوم 18 أفريل القادم هي قضية تشكيل الفريق الذي سيقود الحكومة.. فالمحتوى البشري الذي قاد به بوتفليقة الحملة يحظى بكره شديد من طرف الشعب، وهو الكره الذي انعكس على العداء لبوتفليقة بصورة فاضحة في مختلف الولايات، والأكيد أيضا أن صراعات حادة وقوية ستنشب بين هؤلاء الانتهازيين الذين قادوا حملة الرئيس من أجل الظفر بالسلطة، وربما يتحوّل بعضهم إلى معارض شرس للرئيس نفسه ويفشي ما تبقّى من أسرار إلى كانت هناك أسرار.ǃ لهذا قلنا إن الرئيس سيكون أضعف رئيس تعرفه الجزائر بسبب كره الشعب له لأنه “عفس” الدستور وترشح وهو في حالة مرض، ولأنه أحاط به من يتمتع بمقت الشعب، ولأنه سيفوز بالتزوير الفاضح وبنسبة مشاركة ضعيفة.. وقد لا يفوز من الدور الأول كما جرت العادة، فضلا عن أنه سيواجه شعبا يتظاهر ضده في الشارع حتى قبل أن يترشح ويفوز، والأكيد أن الرئيس وضع نفسه في حالة لا يمكن السيطرة عليها بالصورة التي كانت من قبل، وهذا هو الإشكال.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات