هل يعيد التاريخ نفسه، ويعمد النظام إلى وقف المسار الانتخابي بحجة اتهام بن فليس بالجنوح إلى العنف والإرهاب، كما اتهم قادة الفيس بذلك سنة 1992 وتم سجنهم لأنهم دعوا إلى عصيان مدني ونفذوه.ǃارهاصات هذا التوجه تدعو إلى توقّع ذلك للأسباب التالية:أولا: حكاية غرداية تشبه حكاية ڤمار قبيل الانتخابات التشريعية سنة 1991، ونزول الجيش إلى غرداية يدل على أن مآلات الوضع اليوم نتيجة إلى مآلات تدخل الجيش في حكاية ڤمار سنة 1991، فهل يعقل أن الشرطة والدرك عجزا عن حل مسألة الأمن في غرداية حتى يتدخل الجيش؟ǃ وإذا كان هذا الأمر صحيحا، فكيف يتحدث الناس عن أمن البلاد بواسطة الشرطة و”الجندرمة”، وهذه الأسلاك عاجزة حتى عن مواجهة أحداث محدودة في الزمان والمكان مثل أحداث غرداية، رغم خطورتها على النسيج الاجتماعي في المنقطة والوطن، وكل الناس تعرف أن قضية غرداية ليست قضية أمنية، بل هي قضية تتعلق بسوء التعامل السلطوي مع مسألة محلية.ثانيا: ليس بسيطا أبدا أن يقول رئيس جمهورية ومرشح للرئاسة عن خصمه بن فليس بأنه يمارس “الإرهاب”.ǃ ولا يكون لما يقوله تبعات قانونية وليس سياسية فقط؟ǃالأكيد أن الأمر يتعلق بإجراءات ستتخذ ضد بن فليس من قبل الرئيس والسلطة عموما إذا حاول العمل مع أنصاره لحماية أصواته من عملية التزوير الفاضح.ǃ وإذا لم يسكت وترك الأمور تحسم لصالح الرئيس من الدور الأول حتى بالتزوير الفاضح، فإن مصيره سيكون مصير عباسي وبلحاج في حكاية العصيان المدني في ساحة أول ماي قبل الانتخابات التشريعية الملغاة.ثالثا: ما قاله الرئيس لوزير خارجية إسبانيا وللموظف الأممي الجزائري لخضر الإبراهيمي هو عملية “إشهاد” يقوم بها القاضي الأول في البلاد ضد متهم وخصم يسمى المرشح بن فليس، حسب تعبير القضاة والمحامين. وبن فليس يعرف ذلك جيدا.هذا الأسلوب في التعامل مع الرئاسيات القادمة من طرف المرشح الرئيس يدل على أن الرئيس بعد الحملة الانتخابية حصل له ما حصل لجبهة التحرير مع الفيس سنة 1991، وأن التزوير الفاضح المسكوت عنه وبإرادته من طرف المزور ضده هو المخرج الوحيد للرئيس من هذه الورطة التي وضع نفسه ووضع النظام فيها.. لأن مصاعب الرئيس تبدأ من لحظة إعلان النتائج، فهو سيكون رئيسا ناجحا بالتزوير الفاضح... وبأغلبية كارثية، ومنهكا جسميا وصحيا، ومحيطه ضعيف ومكره سياسيا وفساديا، ويواجه شارعا يغلي ويحتاج فقط إلى بن فليس لإعطائه شرعية الانفجار؟ǃ[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات