+ -

 أعاب عليّ أحد القراء القول: إن تزوير الانتخابات الرئاسية القادمة ”هي شرعنة للانفجار”ǃ وأعاب عليّ قارئ آخر دعوتي أجهزة الأمن إلى الانحياز إلى الشعب، ولا تقوم بحماية التزوير والفساد وليّ ذراع الأمة لفائدة المغامرين.أولا: الوضع في الجزائر وفي محيطها أصبح لا يقبل بحالة تزوير مثل التي حدثت في عهد زروال وفي عهد بوتفليقة سنة 1999، فأجواء الحالة الكوديفوارية أو الكينية ماثلة للعيان ويمكن أن تحدث في الجزائرـ وكل المؤشرات يمكن أن تدفع إلى مثل هذه الحالة الكارثية لا قدّر الله، فأنصار العهدة الرابعة بالتزوير يدفعون البلاد دفعا إلى الحالة الكينية أو الإفوارية.وهم يقولون: إن عدم التجديد أو السكوت على التجديد للرئيس بوتفليقة بواسطة التزوير معناه العودة إلى حالة عدم الاستقرار.. ولا يحس هؤلاء بخطورة ما يقولون: إذ كيف لرئيس حكم البلاد 15 سنة وكيف أن الحكم والمؤسسات والدستور بصورة تجعل رحيله كارثة أمنية؟ǃ أليس من الواجب علينا أن نحاسبه لماذا جعل البلد في 15 سنة من حكمه ينتهي إلى حالة تربط أمن واستقرار البلد بشخصه؟ǃ أليس هذا في حد ذاته إخفاقا يجب أن يحاسب عليه.. وجود رئيس مقعد بقوة التزوير هو الذي يهدد أمن البلاد وليس رحيله.ثانيا: حماية التزوير بمصالح الأمن لا قدّر الله يمكن أن يدخل البلاد في كارثة أسوأ من كارثة مصر الشقيقة الآن؟ǃ تتذكرون أن مصر التي تملك مليون رجل أمن وظّفهم مبارك في حماية فساده ومفسديه باسم الشرعية وكانت النتيجة أن الشعب المتظاهر فكّك هذه الآلة الرهيبة في ساعات وترك البلاد المصرية عارية من أي تغطية أمنية، حيث أحرقت الآلات وذهب عناصر الشرطة إلى ديارهم وتبخّروا في الحياة.. وأصبحت البلاد عارية تماما وهو ما أدى إلى المصاعب الأمنية التي شهدتها وتشهدها البلاد المصرية الآن، ولم تنجح حتى الآن في إعادة آلة الداخلية والأمن إلى العمل؟ǃحتى تونس الشقيقة تعرضت إلى هزة أمنية لم تكن بحجم الهزة المصرية، ولكنها كانت هزة أضرّت بالأمن التونسي وجعلت تونس تدخل في نفق اللاأمن الذي هدد وجودها وما يزال يهدده.ما أريد قوله أنه ينبغي أن نجنّب بلدنا حالة مصر وتونس في مجال تفكيك آلة الأمن، لكن هذا يمر حتما بأن لا يتولى جهاز الأمن حماية الأخطاء السياسية للمغامرين بزج البلاد في متاهات التزوير الآثم، لأن تفكيك آلة الفساد السياسي أسهل على أمن البلاد من تفكيك آلة الأمن دفاعا عن الفساد والمفسدين؟ǃالتزوير اليوم لا مستقبل له ولا مبرر له وفرض رئيس بمواصفات الرئيس الحالي هو قفزة في المجهول وعلى من يحاول فرض ذلك بالقوة على الشعب الجزائري أن يتحمل مسؤوليته أمام القانون والشعب والتاريخ[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات