+ -

 ها هو الخطر الذي حذر منه الشرفاء والمخلصون والأكفاء في السلطة وخارج السلطة بدأ يحوم حول الوطن، وها هو الرهان على الرداءة والفساد والتزوير لحكم البلد ٥ سنوات أخرى قد انتهى إلى ما يشبه الكارثة قبل أن ينتهي إلى محطته الأخيرة.ليس صحيحا أن الشعب الجزائري الذي اكتوى بنار العشرية الحمراء ودفع ربع مليون ضحية وأحرقت ٢٥ مليار دولار من ممتلكاته قد ”شْهَمْ” ولن يعود ثانية للعنف حتى ولو قامت السلطة بإذلاله وتحقيره ومصادرة حقوقه السياسية وغير السياسية. والدليل أن هذا الشعب قتلت منه فرنسا ٤٥ ألف مواطن ومناضل في أحداث ماي ٤٥ في ظرف أسبوع فقط، وبعدها قال الكولون: إن الشعب الجزائري والحركة الوطنية قد أكلت ضربة مؤلمة لن تجعلها تعود إلى المطالبة بالحقوق الوطنية لمدة ٥٠ سنة قادمة.! لكن المظالم التي ضاعفها الكولون ضد الشعب الجزائري بعد أحداث ماي ٤٥ جعلت الشعب الجزائري ينتفض بصورة لم تتوقعها فرنسا بعد أقل من عشرية فقط، وحدث ما حدث في ١٩٥٤.ما أردت قوله إن ما تقوله السلطة من أن الشعب الجزائري لم يمارس العنف حتى ولو دفع إليه بسبب تصرفات السلطة هو تصرف غير مسؤول وغير منطقي ولن يكون له أي أساس في الواقع العملي، فما يحدث يمكن أن يكون بداية أزمة ولكنه يمكن أن يكون ارهاصات حل.الرئيس الذي ترشح خارج كل قوانين الجمهورية (صحيا) وقام بلي ذراع كل المؤسسات الدستورية من البرلمان إلى المجلس الدستوري إلى الحكومة إلى الجيش.. هل كان ينتظر من الشعب الجزائري أن يبارك ذلك ويصفق ويرقص له؟!ما يقع الآن من منع لأنصار الرئيس من عقد اجتماعاتهم يمكن أن يتطور مع الأيام القادمة إلى مالا يتصوره أنصار الرئيس وزبانيته في النظام.!هل يمكن أن يصدق الرئيس أن الشعب الذي يمنع ممثليه وزبانيته من الاجتماع في قاعة مغلقة يمكن أن يسمح له بحكم البلاد لخمس سنوات قادمة بهؤلاء الزبانية. إن من يتصور ذلك لا يمكن أن يكون عاقلا.ما يحدث اليوم في الوطن من ارهاصات واضطرابات خطيرة على أمن البلاد ينبغي أن يجعل مؤسسة الجيش ومؤسسة الأمن تنحاز بشرف إلى مطالب الشعب حتى ولو كانت هذه المطالب تدعو إليها أقلية كما يدعي أنصار العهدة الرابعة؟!الآن بات من الأكيد أن إقدام الرئيس على تأجيل  الرئاسيات أفضل له ولسمعته وسمعة جماعته على مواصلة الإصرار على لي ذراع البلد والذهاب إلى انتخابات نتائجها مزورة حتى ولو لم تكن مزورة؟!الرئيس الذي لا يستطيع أن يجمع مجلس الوزراء ولا يستطيع ممثلوه في الولايات عقد اجتماعاتهم في قاعات مغلقة خوفا على أرواحهم من غضب الشعب لا يمكن أن ينجز انتخابات مقبولة حتى من أجهزة الدولة ولا أقول الشعب الذي  يتظاهر ضده؟!ينبغي للجيش وأسلاك الأمن أن تكف عن حماية الفساد والمفسدين الذين يدفعون بالشعب إلى المواجهة مع الشعب لضمان مصالحهم. لابد أن ينحاز الجيش والأمن إلى إرادة الشعب هذه المرة لتجنيب البلاد الأخطار الكارثية لو تصرفوا عكس ذلك.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات