+ -

 من مضحكات العجائب السبع في حملة بوتفليقة أنهم قالوا واشتكوا إلى اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات بما أسموه بلطجية بن فليس الذين يشوّشون على عرس الرئيس في ليلة دخلته الرابعة بالجزائر العذراء.ǃواضح أن رجال السلطة أصبحوا يسبحون في حملة مياهها من وادي الحراش قبل أن يسكب فيه وزير الري سلال المعطرات قبل سنوات.ǃ وواضح أن جماعة بوتفليقة تملّكهم الرعب من المقاطعة فعمدوا إلى نفخ الأمل في الناس بالقول: إن بن فليس يمكن أن يمثل الخطر البديل للرئيس المرشح المريض، وأن الذهاب إلى التصويت يمكن أن يكون الأمل في البديل المقبول دون مشاكل.ǃ وواضح أيضا أن جماعة بوتفليقة تملّكهم الرعب من بن فليس فعمدوا إلى إعداد ملف له يحتوي ما يعتبرونه تجاوزات قد تستخدم من طرف المجلس الدستوري واللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات عند الحاجة في التأثير على نتائج الرئاسيات إذا لم تكن كما يريدها بوتفليقة وجماعته.ǃلا يمكن أن أتصور الجزائر في 18 أفريل القادم وهي في حالة كوت ديفوار أو كينيا.ǃ لأن الأمر هنا إذا حدث لا يتحمله الرئيس وحده أو بن فليس وحده أو الناخب السري الذي وضع البلاد في هذا السيناريو المرعب.. بل تتحمله المؤسسة العسكرية التي حكمت البلاد 15 سنة كاملة  ببوتفليقة وأمثاله لننتهي إلى هذه الصورة القاتمة؟ǃحتى الفيس المحل أصدر بيانا ظاهره فيه الرحمة وباطنه فيه العذاب.ǃ ولست أدري لماذا تجاهلت الصحف عملية التعليق على بيان الفيس، ربما تمّ ذلك رأفة به وربما بسبب عدم الحديث عن بيان حزب محل لا يحمل صفة الشرعية (قانونا) ويصدر بيانا كهذا، واكتفت أغلب الصحف المهمة بنشر البيان فقط أو الإشارة إليه ببيان الفيس المحل تحدث عن ثلاث قضايا مهمة.أولا: دعا إلى مرحلة انتقالية ودستور جديد ينبثق عن مجلس تأسيسي يؤسس لشرعية جديدة.ǃ هذا كلام جيد وقراءة جيدة لمطالب الشارع الجزائري الآن.. لكن الفيس وهو يطالب بهذا مع الشعب والمعارضة وقطاعات واسعة من الشخصيات التاريخية والسياسية يضع مسألة العودة إلى ما يسميه شرعية 1991 ضمن منظوره للحل.. ولم يفهم محررو بيان الفيس أن العودة إلى مجلس تأسيسي ودستور جديد معناه إعادة مسألة الشرعية إلى صاحب الشرعية ومالكها الأساسي، وهذا يعني لا وجود لأي شرعية أخرى لا الشرعية الثورية ولا شرعية السلطة ولا شرعية 1991، هذا عوار في بيان الفيس؟ǃثانيا: العوار الثاني في البيان أنه تحدّث عن ما أسماه بالمحادثات أو المفاوضات التي أجراها مع المترشحين ولن تنته إلى تعهّد مكتوب وموثق ولذلك قرر الفيس المقاطعةǃ وهنا نسأل من هذا الذي تحادث مع حزب محل.. هل الرئيس بوتفليقة بصفته مرشحا؟ǃ كيف لرئيس أن يتفاوض مع حزب محل تحت الطاولة.. وكيف لحزب يقول إنه يحمل آمال الشعب الجزائري يتفاوض مع رئيس مرشح سريا وتحت الطاولة دون أن يحس أي منهما بالانتهازية والضحك على الشعب؟ǃثالثا: العوار الثالث في البيان الفيسي، أن الفيس يريد أن يطرح نفسه البديل القيادي للحركة  السياسية التي تتململ في الشارع ودون قيادة ويريد تغيير النظام.. ويريد الفيس أن يلم “الحصيرة” بالرشم كما يقول القمارية.ǃ وهذه انتهازية سياسية كان على عقلاء الإنقاذ أن لا يلجأوا إليها خاصة بعد الذي حدث في البلاد.ǃيعرف عقلاء الفيس أن طرح الفيس كبديل يبعد الحل ولا يقرّبه.. وأحس أنهم يؤزمون الأمور بمثل هذه المواقف غير المدروسة وغير المسؤولة حتى لا أقول شيئا آخر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات