+ -

 عندما يصبح إلغاء الرئاسيات أفضل من إجرائها مسألة حيوية بالنسبة للرئيس المترشح والمترشح الرئيس، فذاك يعني أن الأزمة السياسية في البلاد أصبحت خطيرة، وأن الانتخابات الرئاسية المتحكم فيها لم تعد “حبة” مسكن لأوجاع النظام لزمن معين يستغله للبحث عن حالة شفاء فاقت ما هو فيه من صداع.الاتحاد الأوروبي لا يريد لعب دور شاهد الزور في الرئاسيات القادمة كما كان يفعل دائما، والشرفاء في الجزائر لا يرون جدوى من شهادة زور الاتحاد الأوروبي أو الجامعة العربية أو حتى الاتحاد الإفريقي.. لأن الانتخابات الحقيقية لأي بلد لا تحتاج إلى شاهد من خارج البلد.. لأن إشهاد الأجانب يعني بالتأكيد أن الانتخابات فيها “إن”ǃالانتخابات الحرة هي إرادة سياسية للحكام والحكومة بالدرجة الأولى ولا علاقة لها بشهادة الأجانب، سواء شهادة زوج أم شهادة الشاهد الذي لا يرى شيئا.ǃ البلد الذي يشهد الخارج على علاقة حكومته بشعبه هو بلد في الحكم مزوّر والحكومة فاقدة للشرعية حتى ولو كانت منتخبة؟ǃ ترى لماذا لا يشهد الأجانب على الانتخابات في لبنان مثلا أو في إسرائيل، ويشهدون عليها في الجزائر وفي غير الجزائر من البلدان التي تزوّر وتعمد حتى إلى تزوير شاهدة الزور؟ǃالشيء الجديد في الرئاسيات الجارية هو أن الرئيس بوتفليقة هذه المرة يكون قد حسبها غلط أو حسبت له غلط.. فمهما كانت كفاءة وجدية المزوّرين هذه المرة، فإن النتائج ستكون مضحكة لجماعة الرئيس أنفسهم، قبل أن تكون مضحكة للشعب والخارجǃضعف الأرانب المرشحة مع الرئيس لم يسهل مهمة انتصار الرئيس الساحق هذه المرة، بل سهل مهمة إنجاز حملة للرئيس فيها المعارضة للرئيس عالية جدا، قياسا بما كان قبل ذلك في العهدات الثلاث الماضية.. وليس الأمر يتعلق بمرض الرئيس والترشح ضد الطبيعة، بل يتعلق بنوعية الأشخاص الذين اختارهم لإدارة حملته الانتخابية.ǃ فضلا عن ضعف برنامجه إن لم نقل غيابه هذه المرة؟ǃوعندما يقول الرئيس عبر زبانيته بأنه سيحوّل عهدته الرابعة إلى مرحلة انتقالية، فذاك يعني أن برنامج المعارضة المقاطعة أصبح هو الذي يجر برنامج الرئيس؟ǃإنه لمن الحرية والديمقراطية والوعي السياسي حين يصبح ممثلو رئيس في الحكم يرجمون في المهرجانات الشعبية الانتخابية كالشياطين.. معنى هذا الكلام أن أجهزة  الحكم أصبحت لا تتحكم في شيء وأن أنصار السلطة أصبحوا يتمتعون برداءة تثير حتى المستفيدين من الحكم؟ǃأتصور أن الرئيس بوتفليقة ستعرف حالته الصحية انتكاسة جديدة لو عرف حقيقة شعبيته في الولايات والتي أوصله إليها أمثال هؤلاء الذين يعلنون أنفسهم أنهم رجاله الأوفياء.ǃوعندما يصبح إلغاء الانتخابات أفضل من إجرائها بالنسبة للرئيس، فذاك هو المشكل؟ǃ[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات