العبث الرئاسي بمؤسسات الدولة بلغ مداه، فالرئيس المقعد أصبح يتلذذ بالعبث بالمؤسسات الدستورية للدولة، بنقل رئيس المجلس الدستوري إلى الداخلية في عملية ”عفس” غير مبررة للقانون الذي يقول: إن رئيس المجلس الدستوري المعين يبقى في مكانه 6 سنوات كاملة.. لكنه بإدارة العابث الأول بالقانون والدستور يستقيل من المجلس الدستوري ليعين في الداخلية.ᴉ وكان المفروض إذا استقال يبعد عن أي وظيفة في الدولةᴉ لكن...اليوم يخطو الرئيس خطوة أخرى في مجال العبث بالمؤسسات حين يوعز إلى الوزير الأول بالاستقالة من الحكومة ليعينه في رئاسة الحملة الانتخابية للرئيس المقعد.ᴉ هل حملة الرئيس أهم من حكومة الجزائر؟ᴉ ثم ما معنى أن يعين مكانه شخصا آخر لإدارة الحكومة دون المرور على الإجراءات الدستورية في تعيين الحكومة؟ᴉإنه العبث الذي يتجاوز العبث الذي يجعل رئيسا مقعدا وشبه أصم يترشح للرئاسيات ويخرب كامل الأحزاب والجمعيات والمؤسسات من أجل ضمان فوزه بعهدة رابعة؟ᴉ ثم ما قيمة هؤلاء الأشخاص الذين يلعب بهم الرئيس كدمى في مسرح عرائس الڤرڤوز السياسي؟ᴉلقد بلغ العبث مداه ولم يعد في البلاد ما يشبه الممارسة السياسية، ومن الأنسب لأحزاب المقاطعة أن تقوم بحل نفسها والدخول في حركة ”بركات”، لأن الحالة الجزائرية الآن مع نظام العبث والفساد والقمع والاستبداد دلت على استحالة التغيير بالسياسة تماما مثلما كان الحال مع الأحزاب السياسية قبل الثورة أمام جبروت الكولون والاستعمار؟ᴉحتى دعاة العهدة الرابعة أصبحوا يشبهون في مواقفهم مواقف بشاغة بوعلام وعلي شكال ومشاكرة.ᴉ هل هناك فرق بين غول وعمارة بن يونس وسعداني اليوم وهؤلاء الذين كانوا بالأمس ذراع الكولون ضد الشعب الجزائري؟ᴉبعض أذيال الكولون الجدد تساءلوا عن عمالة حركة ”بركات” للخارج.. وكأن حركة بركات هذه هي التي سمحت باستباحة المجال الجوي الجزائري للطائرات الحربية الفرنسية، وهي التي جعلت من الجزائر محمية للاقتصاد الفرنسي.. من يفعل هذا لا يحق له أن يتهم الآخرين بالعمالة للخارج؟ᴉأنا لا أعرف قيادة حركة ”بركات”، إن كانت فعلا لهذه الحركة قيادة.. ولكن أجزم أن هؤلاء الشباب ليسوا أقل وطنية من جماعة (22) عام 1954 ولا أقلهم تكوينا.. قد تكون هذه الحركة بداية لميلاد الجزائر الجديدة جزائر ليس فيها أمثال سعداني وغول وبن يونس.”آه.. ڤداش أنمجَّد.. فالجزائر صارت حية * فصوت الشبان يصدح.. ينطق بعشق الحرية”.فمهما يكن بؤس جزائر شبان حركة ”بركات” لن يكون أسوأ من حالها في ظل أحزاب المقابر السياسية التي تتمسح بتلابيب قبر مولانا عبد العزيز الرابع.قد تواجه حركة بركات صعوبات وقد تجتاز أهوالا.. وقد تفشل، لكنها في النهاية بداية للخلاص الصحيح مما نحن فيه في رداءة وفساد وهوان واستبداد؟ᴉلقد كتبت ذات مرة في هذا الركن أن من لا يسجن بسبب رأيه، لا يعرف معنى الحريةᴉ وعندما شاهدت الشرطة تعتقل العشرات من الشباب في قلب العاصمة بسبب آراء سياسية، أحسست أن المسار الصحيح قد بدأ.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات