حركة “بركات” هي الحركة الوحيدة الشرعية بين هذا الركام الهائل من الأحزاب والجمعيات التي تعج بها الساحة السياسية والاجتماعية في البلاد.!لماذا هي الحركة الشرعية الوحيدة؟! ببساطة لأنها غير “شرعية”، أي لم تحصل على ترخيص من النظام غير الشرعي، ومن يحصل على الشرعية من غير الشرعي لابد أن يكون غير شرعي ومن يعمل خارج شرعية غير الشرعي فإنه الشرعية بعينها؟! وهذا هو حال حركة “بركات” الآن في بداياتها الواعدة!النظام يقوم بسن قانون حالة الطوارئ، ثم يلغيه بقانون، ولكنه يستثني سكان العاصمة من سريان هذا القانون عليهم ويقرر ذلك بتعليمة من وزارة الداخلية وليس بقانون.! أي يعطل حقا دستوريا لجزء من السكان بتعليمة من وزير.. ويبني على هذه التعليمة الخارجية عن القانون حقا قانونيا ليمنع بموجبه المواطنين في العاصمة من ممارسة حقوقهم في التجمهر السلمي على عكس بقية المواطنين في أنحاء أخرى من الوطن.! والدستور يمنع أي قانون أو إجراء يحدث التميز بين المواطنين مهما كان نوع هذا التمييز.ومع ذلك يخرج علينا المدير العام للأمن الوطني ويقول: إن مواجهة المحتجين في تجمهر العاصمة كان في إطار القانون.. لأن المتجمهرين ليس لديهم رخصة للتجمهر.. وكان الأجدر بجهاز الشرطة أن يحتكم إلى الدستور الذي يضمن الحق في التجمهر، وهو أعلى أنواع القوانين ولا يحتكم إلى تعليمة يصدرها وزير غير شرعي ويحذف بها حقا دستوريا صوّت عليه الشعب؟!حركة “بركات” هي الحركة الشرعية الوحيدة التي ظهرت في 20 سنة الأخيرة وفق مواصفات ما يريده الشعب.! لأنها لم تطلب رخصة من النظام ولم تعمل ضمن أنساقه.! لأنه لا يعقل أن تطلب حركة حرة تريد تغيير النظام من النظام إعطاءها رخصة التظاهر ضده للإطاحة به.! لأن ذلك لا يتخيله عاقل.. إلا إذا كان يتمتع بعقل مثل عقل عمارة بن يونس أو عقل مرشحه بوتفليقة؟!جبهة التحرير الوطني التي ثارت على حكم الاستعمار الظالم ما كانت لتنجح ويلتف حولها الشعب وتقود ثورة لو قامت بطلب رخصة للثورة على الاستعمار وتغييره.!أتصور أن تطور حركة “بركات” أداءها إلى أساليب أكثر راديكالية في إطار السلمية، كأن تدعو إلى عصيان مدني يلتزم فيه الناس بيوتهم لمدة معينة.!الجميل أيضا في هذه الحركة هي أنها بلا رأس وبلا زعامة، وهذا بحد ذاته إبداع في النضال لا يقل روعة عن النضال في الاتجاه الصحيح.. خاصة حين يختصر المشروع الذي تحمله الحركة في كلمة واحدة هي “بركات”، ويعني في الغالب الأعم بركات من هذا النظام وبركات من فساد هذا النظام وبركات من الاستبداد ومصادرة الحريات وبركات من العبث بالقانون والدستور ومؤسسات الدولة، وباختصار بركات من استعباد هذا الشعب الحر الأبي.الآن يمكن أن نقول إن الإحساس العام الذي يعيشه الشعب بدأ يتحوّل إلى عمل جدي حتى ولو كانت بقايا السلطة تراه خروجا عن القانون.. لأن ذلك هو القانون بعينه[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات