+ -

 وددت لو تتحمّل يا أستاذ سخافة كلماتي وتعيرني اهتمامك للحظات كي أروي لك حكاية عشتها بداية شهر ديسمبر الجاري، فلقد حزمت أمتعتي رفقة جماعة أصحاب وتوجهنا إلى صحراء الجزائر الغالية طمعا في قضاء أيام تسلية وصيد، وكانت وجهتنا منطقة ما بين البيّض وبشار. وعند استيقاظنا بعد ليلة أولى متعبة انطلقنا، وسرعان ما دوّت صفارات سيارات الدرك الوطني تأمرنا بالتوقف فاستجبنا لذلك، وبدأوا استقصاءاتهم حول وجهتنا وسبب تواجدنا وما تحمله سياراتنا، وكانت برفقتهم سيارة مدنية نزل منها شخص قطري ودليل جزائري، وبعد ذلك سألني أحد الأعوان عما جاء بنا إلى أرض “لا تخصنا”، ولما لاحظ ابتسامة استغرابي أضاف بأن هذه الأرض للقطريين دفعوا فيها الدولارات..! من أجل صيد الحبار الخاص بهم.. وفعلا لما تجولنا في الفيافي لم نجد لا حبار ولا غزالا ولا أرانب، كأني بالحيوانات والطيور تحالفت معهم ولم تعد تظهر لغيرهم! حينها أدركت مدى إحباطك وإحباط الكثيرين في هذا البلد.. نسيت أن أقول لك بأن عدادات هاتفي تحوّلت فجأة بطريقة آلية لضبط التوقيت المستخدم بتوقيت مدينة الدوحة. وفي الحقيقة كان الكرم زائدا فتلقيت رسالة ترحيب على خط هاتفي تتمنى لي إقامة طيبة في قطر، على شاكلة الرسائل التي كنت أتلقاها حين أدخل دولة ما.. شكرا يا أستاذ على سعة الصدر.السيد: ب. أحمد/ الجلفة.. برجاء ذكر رمز اللقب إن حظيت رسالتي بالنشر، تفاديا لأي ضرر قد يلحق بعظامي اللينة والرخوة.أولا: كان على الشعب والأحزاب والجمعيات والبرلمان أن تطالب الحكومة والرئاسة بنشر بنود الصفقة التي وقعت مع القطريين وغير القطريين لصيد الحبار في بلادنا، ونشر المبالغ المالية ومن أخذها؟! وهل هي مناسبة كعملية إبادة الغزلان والحبار وتجنيد رجال الأمن والدرك لحماية الصيادين؟! ولماذا تتم هذه العملية في سرية إعلامية؟! أليست العملية أخطر من التفجيرات النووية الفرنسية التي نطالب بالتعويض عنها؟! ولماذا لا تسمح الحكومة الجزائرية للفرنسيين بتنظيم عمليات صيد للخنزير البري الذي يقتل السكان ويتلف المحاصيل وتسمح للقطريين بما تحدثت عنه؟!ثانيا: الحكومة باعت الصحراء للأمريكان لاستخراج الغاز والبترول في عملية مشبوهة، اعتبرها شكيب خليل تحريرا للإنتاج واعتبرها الشعب “شكبا” لخيراته، ثم ها هي الآن تكتري عين صالح لـ«توتال” لإنتاج الغاز لصخري وتبيع مساحات الصيد للقطريين ربما بالدينار الرمزي أو لفائدة من يمكن هؤلاء من الصيد المحروس بـ«الجندرمة”!الغموض الذي يلف الصفقات مع قطر لا يختلف عن الغموض الذي يلف الصفقات مع أمريكا في البترول، ومع فرنسا في الصناعة، ومع روسيا في السلاح!! ومع الصين في البنيات التحتية!الشعب الذي لا يطالب بالشفافية في الصفقات الحكومية حتى في صيد الحبار فهو شعب خنوع وليس جبار! فليواصل الجزائريون صيد بعضهم البعض في جبال القبائل.. ويواصل القطريون صيد الحبار في صحراء الجزائر؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات