الذين عبثوا بأوراق الـ«دي آر آس” والجيش في صفحات الجرائد، وفي مواقع التواصل الاجتماعي على الأنترنت، كان هدفهم ليس المساس بأمن واستقرار البلاد، كما قال الرئيس في رسالته للشهداء في يوم الشهيد، بل كان الهدف المبرمج هو إسكات الصحافة والأنترنت عن الحديث عن الفساد والمفسدين وعلاقتهم بالرئاسيات القادمة، وخاصة العهدة الرابعة.وقد تحقق هذا بالفعل، فنسي الناس في الإعلام وغير الإعلام، الحديث عن شكيب خليل وعبد المؤمن خليفة، وعن أمثالهما في سرايا السلطة، والذين لفّتهم الـ«دي آر آس” بملفات بعضها سربت محتوياتها، وبعضها الآخر ترك إلى أيام الحملة الانتخابية.لكن النقاش حول الجيش والـ«دي آر آس” أخذ منحى آخر عندما تدخّل أناس لهم وزنهم في الحياة السياسية والعسكرية، وبات كلامهم يمسّ في العمق الذين يقفون وراء المال الفاسد والمفسدين في السلطة، إلى درجة أخطر من الحديث عن ملفات سوناطراك و«بي آر سي” وعاشور عبد الرحمان والخليفة والطريق السيّار، وهنا شعر المتصارعون حول كرسي الرئاسة بالخطر القادم، والذي هو أخطر من الحديث عن الفساد وعلاقته بالعهدة الرابعة.لهذا قرر الرئيس وخصومه وقف السير في هذا الطريق، فقالوا على لسان الرئيس في رسالته للأموات في السلطة وللشهداء في المقابر، إن النقاش حول إصلاح هياكل الجيش، وخلط هذا الحديث بالعهدة الرابعة هو مساس واضح بأمن واستقرار البلاد.وذهب هؤلاء إلى حد الحديث عن مؤامرة على الجزائر تخص أمنها واستقرارها، وليس أزمة سياسية في سرايا الحكم أصبحت رائحتها تزكم الأنوف وتهدد استقرار البلد وأمنه، فانطلقت التحقيقات الأمنية بالطبع حول الذين كانوا وراء تسريب المعلومات التي كانت سببا في اتخاذ الملهاة السياسية منحى آخر لم يكن في الحسبان، وقد تستخدم حتى العدالة لاحقا لإعادة الأمور إلى نصابها. وقد تجرّم الصحافة ويجرّم أيضا الصحافيون ويصدر ضدهم “فرمان” التكفير، لأنهم نقلوا كفر هذا النظام بنفسه من خلال تسريب فضائحه من قِبل بعضه ضد بعضه الآخر، على طريقة اختلاف السراق حول المال المسروق.لكن الأكيد أن الحوار بـ«صاشيات” الزبالة، أكرمكم اللّه، بين الفرقاء في السلطة لن يتوقف لا بالتهديد بالرسائل ولا بالتنديد بالصحافة والإعلام، لأن الانتخابات القادمة تحتاج إلى حملة انتخابية قذرة، لأن الانتخابات أساسا ستكون قذرة بالنظر إلى الآثار التي تركتها “الهوشة السياسية” في المؤسسات الأساسية التي تصنع الرؤساء، ومنها أحزاب التحالف، بل وحتى الإدارة التي تعصف بها هي الأخرى المشاكل المختلفة.«هوشة” صنّاع الرئيس أضرّت بالجهاز الوطني للتزوير، وألحقت أضرارا فادحة بتقاليد منظومة صناعة الرؤساء بعيدا عن الشعب، وهذه صعوبة جديدة تواجه العهدة الرابعة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات