+ -

كل يوم تزداد القناعة لدى الرأي العام بأن الرئيس بوتفليقة فقد السيطرة على سير مؤسسات الدولة.. كل الناس تعرف أن ما قاله سعداني كان مرخصا به من محيط الرئيس بصورة أو بأخرى، لأن سعداني وضعه على رأس الأفالان محيط الرئيس. وما كان سعداني أن يتدخل في هوشة داخلية داخل مؤسسة الجيش بين (D.R.S) والأركان لو لم يكن سعداني قد أخذ الضوء الأخضر من جهة ما ليقول ما قاله.. رغم أن ما قاله سعداني وأثار ضجة لا يرقى في خطورته إلى ما قاله غيره مسربا للإعلام أو حتى ما قاله الرئيس نفسه في رسائله:أولا: لماذا دأب الرئيس على مخاطبة الناس بواسطة الرسائل وعبر العديد من الناس: مرة عبر سعداني، ومرة عبر وزير المجاهدين، ومرة عبر التعزية؟! هل الأمر له علاقة بأن ما يقوله الرئيس هو في الواقع ما يقوله محيط الرئيس على لسانه، ولذلك يترك مثل هذا الغموض في القول ما يؤدي إلى التأويلات، ويترك الرئيس في حالة إمكانية التنصل مما قيل على لسانه؟ثانيا: هل كان الرئيس في حاجة إلى ممارسة الغموض في الرد على ما أثاره سعداني وخصومه؟ إلى حد أن سعداني قال إنه غير معني بما قاله الرئيس وإن قيادة الأركان هي الأخرى غير معنية لأن الرسالة وجهت إليها.. و “الدياراس” غير معني لأنه ليس هو القائل أو المحرض على القول، ثم تأتي رسالة الرئيس على لسان وزير المجاهدين لتتحدث عن مؤامرة ضد الجزائر.! لماذا لا يقوم الرئيس بتقديم عناصر هذه المؤامرة إلى المحاكمة؟! هل يعتقد الذين يخاطبون الناس برسائل الرئيس أن ذلك يمكن أن يوقف ما يحدث ونحن على أبواب حملة.؟ثالثا: الرئيس قيل على لسانه في الرسالة الأخيرة في يوم الشهيد “إنه أمر قائد (D.R.S) باستئناف أو مواصلة مهمته.! هل يعني من صاغ هذه الرسالة ما يقول؟ هل توقف الـ(D.R.S) عن أداء مهامه حتى يطالبه الرئيس بالاستئناف؟ ولماذا توقف؟ ومن أوقفه؟ ولماذا أوقفه إذا لم يكن الرئيس أو من فوضه الرئيس؟! لماذا لا يتحدث الرئيس عن الجدل الدائر حول العهدة الرابعة ويتحدث فقط عن موضوع الجيش؟!رابعا: هل يعقل أن يقول الرئيس: إن الإصلاحات والتغييرات التي حدثت في (D.R.S) مؤخرا كانت مبرمجة منذ 2006؟! هل هذا معقول؟! إصلاحات برمجت منذ عشرية كاملة وكانت مجمدة.؟ ولماذا جمدت ولماذا تنفذ الآن.؟!خامسا: هل تنفيذ هذه الإصلاحات كان يتطلب أن تسرب معلومات إلى الصحافة تتحدث أن عناصر من هذا الجهاز كانت تنشط خارج القانون وكونت “عصابة أشرار”، كما جاء في الأخبار التي سربت بخصوص الاستماع إلى الجنرال حسان من طرف العدالة؟! ماذا يساوي ما قاله سعداني أمام تسريب مثل هذه الأخبار؟!سادسا: هل البلبلة المثارة مؤامرة داخلية الهدفُ منها ضرب استقرار البلد والجيش بصورة خاصة كما قال الرئيس في رسالته؟! أم أن الأمر له علاقة باختراق أجنبي للمؤسسات الحيوية في البلد؟! خاصة حين يتحدث الرئيس في رسالته عن ما يسميه “غيرة وحسد أعداء الجزائر من الاستقرار والنعيم الذي تعيشه البلاد”؟!سابعا: رسالة الرد على سعداني ورسالة وزير المجاهدين تعطيان الدليل القاطع أن الرئيس فقد السيطرة عما يقول وما يعفل بالمؤسسات.. إذا كان فعلا هو القائل والفاعل.الرئيس أمام هذه المخاطر يتخذ الإجراءات ولا يقوم بتهديد الصحافة بالصحافة وتقديم شكوى إعلامية منه بالمخلطين إلى الرأي العام عبر نشر مثل هذه الرسائل التي تصلح أيضا للحديث عن المساس بالأمن والاستقرار في نيكاراغوا.. تماما مثلما تصاغ رسائل التهنئة والتعزية لكل رؤساء والملوك بنفس الأساليب.. نعم الرأي العام خائف من حالة البلاد بعد رئاسيات بعهدة رابعة.. لكن مثل هذه الخرجات تجعل المواطن يعيش الرعب مما يمكن أن يحدث قبل حتى الرئاسيات، نحن مقبلون على حملة انتخابية ولا يمكن وقف هذا التدهور بالرسائل[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات