+ -

الملك محمد السادس في مالي للمرة الثانية في ظرف ستة أشهر!مالي ليس لها حدود مع المغرب الشقيق، وبالتالي فالأمر لا يتعلق بالأمن المغربي المهدد من طرف مالي كما هو حال الجزائر.الأمر إذا يتعلق باللعب المغربي أمنيا في منطقة الستة أمتار الجزائرية. !نحن لدينا مشاكل أمنية خطيرة في شمال مالي ليس أقلها عدم تمكن الجزائر من تحرير الدبلوماسيين المختطفين منذ سنوات في شمال مالي، نحن نفقد شيئا فشيئا أمنيا دورنا الحيوي في منطقة الساحل ونتراجع أمام الشقيق المغرب، وأصبحت فرنسا وأمريكا تنسق مع المغرب في أمن منطقة الساحل ومالي وربما النيجر وتشاد، وغدا ليبيا وتونس.نحن ما نزال مشغولين بتصريحات سعداني: هل فيها مساس بأمن البلاد أم لا؟!ومانزال نهتم ببطولة الوزيرة حنون وهي تقول لنا على لسان قائد الجيش بأن الجيش لن يتدخل في الرئاسيات القادمة؟!نعم عوض أن يكون النقاش حول موضوع دور الجيش في صون أمن البلاد في الصحراء والساحل، ها نحن نناقش دور الجيش في صناديق الاقتراع؟!منذ مدة كتبت أقول: إن الخوف الذي ينتابنا هو أن يحدث لأجهزة الأمن عندنا ما حدث لأجهزة الأمن في مصر، حيث أصبح “البلطجية” يلعبون في الشارع بالأوراق السرية للمخابرات المصرية! لكن لم أكن أتصور أن “البلطجية” في الجزائر سيلعبون بأوراق الـ (D.R.S) عبر الانترنت ومواضع التواصل الاجتماعي. !أمن البلاد لم يعد يلعب خارج الحدود في سياق الحرب الاستباقية أمنيا بل أصبح أمن البلاد يلعب به في الجبهة الداخلية عن طريق الحديث والنقاش حول أمن الرئاسيات وأمن الأحزاب وأمن العهدة الرابعة وأمن الأمن نفسه؟!ما أتعسنا كأمة وكدولة حين نضع مؤسسة الجيش في حالة انشغال دائم بتأمين نفسها ضد الأحزاب والمنظمات الجماهيرية والانشغال بالدفاع عن نفسها ضد الهجومات الداخلية والخارجية؟!من الواجب أن يتساءل الخيّرون في هذه المؤسسة كيف وصل حالها إلى هذا الوضع؟! وماذا عليها أن تفعل كي تتجاوز هذه الوضعية؟!هل المال الفاسد والسياسة الفاسدة والرداءة هي التي أوصلت المؤسسة إلى هذه الوضعية؟! أم أن التمادي في تداخل العسكري مع السياسي هو الذي أدى إلى ما نحن فيه.نعم تسير البلد بطرق غير مقبولة لم يعد شأنا داخليا بل أصبح شأنا دوليا أيضا، وعلى السلطة أن تسارع بفك الارتباط بين السياسة والعسكرة.. هذا هو المخرج مما نحن فيه الآن.قد يقول قائل: الوقت غير مناسب الآن لفعل ذلك، لكن المثل يقول: بات على الغيظ وماتباتش على الندامة؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات