الآن اتضحت الأمور، فلم تعد العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة ضمانة لاستقرار البلد.. بل على العسكر، قد تكون السبب المباشر في انفجار الوضع، لأن العهدة الرابعة لم تعد ضمانة لاستمرار انسجام وتماسك المؤسسات الدستورية وفي مقدمة هذه المؤسسات المؤسسة العسكرية.الاستمرارية لم تعد وسيلة مضمونة لإحداث الاستقرار ولم تعد قادرة حتى على الوعد الصادق بإحداث التغيير الهادئ.المؤسسة العسكرية في أوضاعها الحالية لم تعد قادرة على تمرير مرشحها بأمان ودون مشاكل جدية، قد تصل إلى حد تهديد أمن واستقرار البلد.وحزب السلطة الأفالان بالنظر إلى وضعه المهلهل، لم يعد باستطاعته ضمان الحد الأدنى من التغطية السياسية لتمرير تزوير رئيس للبلاد حتى لو كان المزوّر له هو الرئيس بوتفليقة نفسه.والأرندي حزب الإدارة والمصالح والانتهازية والمال الفاسد، انقسم بين مجموعة تلمسان ومجموعة تيزي وزو ولا أمل في اتفاقهما على أن يتفقا ويقدما غطاء مقبولا إلى حد ما من طرف أجهزة الدولة ومجموعة المصالح المافياوية لعملية تزوير عهدة رابعة بصورة مقبولة أو حتى تقديم بديل مقبول للرئيس بوتفليقة، فالطريق عبر هذا المسلك أصبح هو الآخر مسدودا ولا يمكن العبور عبره دون مخاطر حقيقية.الإسلاميون بشقيهما المبعد من اللعبة السياسية والمشارك في اللعبة، لم يعد لهم أي وزن في العملية بسبب ما فعلت بهم الانتهازية والأنانية وحتى الفساد، حيث أصبح هذا التيار خارج اللعبة السياسية بسبب تعدد الزعامات وتوالد الأحزاب داخل هذا التيار بطريقة مؤسفة وتدل على ضياع الرؤية السياسية لهذا التيار بكامله.بقي التيار الديمقراطي بزعامة الأفافاس هو الصورة والطريق الأكثر قابلية لأن ينقذ النظام نفسه عبره بإصلاحات مقبولة شعبيا وانتخابات مفتوحة جزئيا، ويتوقف هذا الأمر على إحساس كل من الأفافاس والسلطة أو بقايا الشرفاء في السلطة وحواشيها، بمستوى الخطر الداهم الذي ينتظر البلاد، إن لم يساعد الأفافاس كمعارض نظيف السلطة في تجاوز المأزق الذي وصلت إليه البلاد.صحيح أن الوقت أصبح قصيرا (24) يوما فقط قد لا تكفي لترتيب اتفاق بين الخيّرين في السلطة وحواشيها النظيفة وبين الأفافاس كمعارضة مقبولة لأن تكون نواة لبديل إصلاحي مقبول شعبيا ومتفق عليه سلطويا.! لكن هل يتخلى الأفافاس عن أنانيته ويقدم هذه الخدمة للبلد وليس للنظام الذي انتهى إلى ما انتهى إليه؟! قد يحدث ذلك.. وإذا حدث سيكون تحولا نوعيا له أبعاده التاريخية.ولعل تأجيل الأفافاس لمسألة الحسم في الموقف من الرئاسيات إلى الآن، يدل على أن هذا الحزب يعي دوره التاريخي في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلد.. ولعل قول الأفافاس ذات يوم: علينا أن نساعد النظام على إنجاز الإصلاح الحقيقي، هو إحساس وطني عال جدا من هذا الحزب، ينبغي تقديره حق قدره[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات