+ -

 ما يجري الآن من مناوشات في سرايا السلطة، بخصوص العهدة الرابعة، يشبه ”الهوشة” بين الورثة حول تركة راحل مرتقب، صلة الرحم بينهم كبيرة ولكن أطماعهم كبيرة أيضا للاستحواذ على التركة، ولذلك يتصارعون في ”هوشة” عائلية داخل إطار صلة الرحم السلطوية وطقوس النظام ولا يريدون الخروج بالصراع إلى المحكمة للفصل في الأمر.. محكمة الشعب لأن ذلك قد يجعل المحكمة تكتشف أن ما يتصارع عليه الورثة هو إرث غير شرعي ولا تعود ملكيته للهالك المرتقب، وبالتالي لا يصح للورثة إرث ما ليس لهم بالوراثة من الهالك.لهذا نلاحظ أن جميع من يتصارع على الإرث الذي سيخلّفه بوتفليقة، إذا رحل ولم يترشح للعهدة الرابعة، لا يطرح مسألة شرعية ومشروعية الموروث، بل يطرح فقط مسألة من له الحق أن يكون الوريث الشرعي. وفي هذه الصورة الكاريكاتورية للصراع حول إرث بوتفليقة، ظهر سعداني كالابن المدلل الذي يريد أن يستحوذ على التركة بواسطة ما يعتبره توصية، كي يقوم هو بتوزيع التركة كما يريدها لا كما يحددها الشرع في نظرية الميراث.بن صالح الوريث الأكثر حظا من سعداني، إذا رحل بوتفليقة، يهاجم سعداني الذي قال للجنرال توفيق لا حق لك أن تدفن بوتفليقة قبل أن يلفظ أنفاسه سياسيا.. وعمارة بن يونس يحب أن يبقى بوتفليقة لعهدة رابعة، ولكنه لا يريد لسعداني أن ينصّب نفسه وريثا وحيدا للرئيس في حياته!المعارضة هي الأخرى تريد أن تحضر القسمة، وتريد أن ينالها منها الخير.. حسب الشرع الذي يقول، وإذا حضر القسمة المساكين فلهم منها نصيب! وهل هناك مسكين أكثر من هذه المعارضة؟!عمار سعداني يريد أن يبقى الرئيس في الرئاسة لعهدة رابعة، حتى ولو كان حاله كحال سليمان عليه السلام متكئا على عصا وهو محنط، و”جن DRS” تشتغل بأمره على أنه حي؟! حتى إذا نخر السوس العصا.. وخرّ ”النبي الرئاسي” على الأرض كان لـ”جن DRS” وغيرهم موقف آخر، لعله لا يكون فيه لأمثال سعداني أي دور. هذه صورة كاريكاتورية لواقع السلطة في بلادنا بعد 15 سنة من حكم بوتفليقة[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات