+ -

الرئيس بوتفليقة لا يمكن أن يترشح لعهدة رابعة ويترك الناس يحكمون باسمه، لأنه ليس من النوع الذي يقبل أن يكون واجهة، ولا يمكن أن يقبل ذلك إلا إذا كان في غير كامل قواه العقلية، وأن محيطه أصبح يستخدمه حتى ضد مبادئه وقناعاته.تتذكرون أن الرجل رفض الرئاسة المنقوصة سنة 1994 عندما قال له ضباط الجيش:أنت الرئيس في الشؤون المدنية فقط أما الشؤون العسكرية فتعود بقراراتك بشأنها إلى خالد نزار.. ففهم أن الرئيس الفعلي هو نزار، فحمل معطفه وغادر إلى سويسرا بعد أن تفاهم مع العسكر على كل شيء.! هل هذا الرئيس يمكن أن يقبل اليوم ما رفضه بالأمس؟!وتتذكرون أن بوتفليقة عندما استلم الرئاسة في 1999 سكن في التلفزة، وجمع كل الصلاحيات في يده.. حتى الأمين العام للبلدية يقوم بتعيينه هو.. وسحب صلاحيات ليمارسها غيره باسمه؟! لا أعتقد ذلك إلا إذا أصبح عقل بوتفليقة غير العقل الذي نعرفه به؟!بوتفليقة يعرف أنه لن يكون في وضع بورقيبة في تونس في أيامه الأخيرة.. وأن أحسن من يختاره بوتفليقة ليكون بن علي في آخر أيام بوتفليقة سيكون أول من يقوم بجمع الأطباء وإنجاز بيان 7 نوفمبر.! لهذا بوتفليقة الذي لا يقبل استقالة وزارئه ويقبل إقالتهم لا يمكن أن يوصل نفسه إلى حالة إقالته كما فعل بن علي مع بورقيبة.! خاصة وأنه يعرف بأن الوفاء الجزائري أقل من وفاء التوانسة لرئيسهم؟!بوتفليقة أيضا يعرف بأن وفاء النظام له ضعيف جدا ولا يسمح بأن تتكرر حالة سيناريو فيدال كاسترو ورؤول كاسترو في كوبا إذا ما تدهورت صحة الرئيس بصورة مفاجئة، وهو أمر وارد جدا. بل السيناريو الأكثر تقبلا هو سيناريو مبارك حتى لا أقول السيناريو المرعب الذي عاشه شاوسيسكو أو القذافي أو حتى علي عبد الله صالح.ورغم إيماننا بأن الأعمار بيد الله إلا أن سيناريو الرحيل على الطريقة البومدينية مسألة صعبة الحصول.. لأن النظام الحالي به من الهشاشة ما يجعل الحالة البومدينية في الرحيل غير واردة!بقي أن نقول: ترشح الرئيس لعهدة رابعة عبارة عن قفزة في مجهول لا يمكن أن يقدم عليها الرئيس بوتفليقة وهو في كامل قواه العقلية.قد يكون الحديث عن العهدة الرابعة من طرف زبانية النظام باسم الرئيس بوتفليقة تحديدا الهدف منه ترتيب الرئيس لخليفة له بشكل آمن وغير مشوش عليه.. وهذا هو السبب في حالة “السيسبانس” حول ترشيح بوتفليقة لعهدة رابعة والتي ستستخدم حتى عشية 23 مارس القادم.. بحيث يتأكد الجميع ممن له الأهلية لأن  يكون رئيسا بأن الرئيس سيترشح وبالتالي لا يتقدمون في الوقت الكافي لجمع التوقيعات وفي آخر لحظة يقدم الرئيس باسم جزء من النظام من يرى أنه أهلا لخلافته ويجمع له التوقيعات النيابية في ساعات.. ويترشح ضد الأرانب أو حتى ضد أرانب منتفخة سياسيا.. وينجح الرئيس في تعيين من سيخلفه.!لكن هذا التحايل على الشعب والمؤسسات والأشخاص سيفتح على الجزائر أبوابا جهنمية جديدة قد تصبح معها حالة أن يحكمنا رئيس من غرفة الإنعاش أهون من أن يحكمنا رئيس زوّرته غرفة الإنعاش.!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات