العقل السليم في الجسم المعتل.!

صدق عمارة بن يونس وكذب من أطلق المثل الشائع:”العقل السليم في الجسم السليم..” والذي يقرأه أبناؤنا في المدارس.. فالعقل السليم يمكن أن يكون في الجسم المعتل حسبي العلامة بن يونس.!الرئيس مريض ولكن عقله سليما..! ونحن نحتاج عقله ولا نحتاج جسمه.! تماما مثلما هو حال النظام في الجزائر.. فالنظام مريض ولكن الحكومة سليمة.! البلد تعبان ولكن الحكم سليما.. تماما مثلما هو حال الرئيس جسمه تعبان وعقله سليم.!رئيسنا ليس حوتة تفسد من رأسها.. بل هو بصلة أهم شيء فيه هو الرأس.! هكذا تقول نظرية وزير الصناعة في فلسفة المرض والصحة والحكم والرشادة.!بالتأكيد، فإن وجود الرئيس في فال دوغراس لشهور للتداوي ليس له علاقة بالمرض في رأسه بل المرض كان في رجله.! “والجلطة الانقفاري” تقع في الرجل ولا تقع في المخ كما يقول أطباء فال دوغراس.!ما قاله بن يونس ليس أغرب منه سوى ما قاله بعض المعتوهين سياسيا حين قال: إن الرئيس ذهب إلى فال دوغراس مؤخرا لإحضار شهادة طبية تثبت أنه سليما ومعافى، وسيقدمها إلى المجلس الدستوري كدليل صحة لا يرقى إليه الشك.. لأنها شهادة من فال دوغراس!الضمان الاجتماعي في الجزائر لا يقبل شهادة طبية مرضية من أي طبيب من خارج الوطن.. فكيف يقبل المجلس الدستوري شهادة طبية من مترشح للرئاسة تسلم له من الخارج؟!هذا المنطق لا يقعإلا في العقل السليم لأمثال عمارة بن يونس الذي يرى أن عقل الرئيس أحسن من عقول ٤٠ مليون جزائري؟!عندما تولى الشاذلي بن جديد رحمه الله الرئاسة أطلق حوارييه تعبيرا يشبه التعبير الذي أطلقه عمارة بن يونس .. فقالوا سياسة الرئيس الجديد تهدف إلى تبديل وتغيير الذهنيات.! وقالوا: إن ذهنيات الشعب الجزائري فاسدة ولابد من تغييرها بأخرى صالحة.! وأحس بعضنا أنه في حاجة إلى زيارة مستشفى فرانس فانون بالبليدة وزيارة مستشفى واد العثمانية لتغيير ذهنه لما يتناسب مع المرحلة الجديدة التي ترتكز على مبدأ تغيير الذهنيات؟!اليوم يجب أن نرفع شعار العقل السليم في الجسم المعقل لنتناغم مع وزير الصناعة في الجزائر.! خاصة وأنه سيوجه الصناعة لإنتاج كراسي لذوي الاحتياجات الخاصة.!الحق يقال أن وزير الصناعة لم يجد ما يمدح به الواقع غير هذه الصورة الكاريكاتورية لعلاقة العقل السليم بالجسم السليم؟!