+ -

 أستاذ: هذه المرة أقولها لك بصراحة... اخرج من قوقعتك التي تقوقعت فيها كل هذه العشريات، التغييرات تجري في العالم المعاصر بسرعة حسب سرعات فائقة، حتى ولو أن في الظاهر التاريخ يعيد نفسه، والمفاهيم التي ترعرعت عليها في شبابك أصبحت الآن مغلوطة.حتى الفرنسيون يدركون أن حكومتهم وسلطتهم أصبحت لا تمثلهم وإنما تمثل أقليات ولوبيات تتحكم في دواليب الحكم في بلدهم، ولا تراعي انشغالاتهم ولا تدافع عن حقوقهم، وتدفع بهم إلى مواجهة مجهولة الأهداف والعواقب، وكل هذا الذي حصل ويحصل ما هو إلا فصول مسرحية بائسة هدفها الحقيقي ضرب الوحدة والحرية، لكن ليس من طرف الإرهاب الإسلاماوي، ولكن من طرف عمل مخابراتي مفبرك.. قارئ مجهول الهوية.أولا: أتفق معك أن فرنسا تعرف تدهورا رهيبا في مستوى نخبها السياسية التي تمارس الحكم منذ سنوات مضت، وهذا التدهور في مستوى حكام فرنسا انعكس أيضا على مستوى حكام الضفة الجنوبية بالمتوسط، ومنها الجزائر بصفة خاصة. ففرنسا التي يتداول على حكمها ساركوزي وهولاند، لم تعد فرنسا ديغول وميتران وشراك وجيسكار ديستان!ديغول خرج من الحلف الأطلسي وقال لأمريكا: “فرنسا حليفة لأمريكا ولا يمكنها أن تكون عميلة لأمريكا.. لكن فرنسا اليوم تضرب بها أمريكا في ليبيا وفي مالي وفي سوريا والعراق لضرب مصالح فرنسا في هذه المناطق.ثانيا: اليهود عددهم في فرنسا 500 ألف يهودي، وعدد المسلمين حوالي 5 ملايين، أي أن عدد اليهود عشر عدد المسلمين في فرنسا وأن عدد المسلمين يمثلون 5% من عدد سكان فرنسا، فيما يمثل اليهود 0.5 من عدد سكان فرنسا، فلماذا يسمع حكام فرنسا لليهود ولا يسمعون لما يقوله المسلمون؟!ثالثا: اليهود يريدون إخراج المسلمين من فرنسا تحديدا وأوروبا بصفة عامة، والأمر سيكون كارثة على فرنسا وأوروبا لو فعلت ذلك، لأنه لا يمكن أن يحدث في فرنسا اليوم ما حدث من الأندلس قبل 5 قرون خلت.. فإذا كان ما يحدث بين اليهود والمسلمين على أرض فرنسا هو صراع بين ديانتين، فعلى البلد المضيف للديانتين أن يردع الاثنين معا... إذا تجاوزا في الصراع الخطوط الحمراء باللجوء إلى العنف.رابعا: لا ينبغي أن تنحاز الحكومة الفرنسية إلى المتطرفين اليهود ضد المتطرفين الإسلاميين.. فقانون معاداة السامية ينبغي أن يعزز بقانون المعاداة للإسلام، فليس من المعقول: أن يحاكم الفرنسي المسلم بحجة المعاداة للسامية في فرنسا، لأنه قال: “ّإن فاكهة المانغا الإفوارية أحلى من الإسرائيلية، أو أن كيوي المكسيك أكثر بنّة من كيوي إسرائيل!خامسا: ما يواجه فرنسا الآن هو تحدي التطور والتنمية والعصرنة ومكافحة البطالة للحفاظ على مستواها الريادي في أوروبا والعالم، وليس حل مشاكل الصراعات الدينية المتطرفة بين اليهود والمسلمين.. فأمن اليهود لا يصان بضرب أمن المسلمين، أو أمن الفرنسيين! فاليهود سيكتوون بنار الحرب الأهلية إذا أشعلوها!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات