+ -

 شيء جميل أن يطلب الخليفة عبد المؤمن من سجنه من السلطة والعدالة أن تفتح ملفه في وكالة بنك الخليفة في بلدية القليعة، وكأنه يقول لنا بأن هناك عمليات سرقة خاصة يعرفها الخليفة وسكتت عنها السلطة والعدالة.!يجب أن نأخذ ما قاله الخليفة في هذه النقطة مأخذ الجد حتى ولو كان الهدف من قوله هو خلط الأوراق في موضوع إعادة محاكمته وتهديد من يريد تهديدهم بالكشف عن المستور أو الكشف عن الذي يعتقد أن السلطة تسترت عنه.نعم، يجب أن نعرف ماذا يقصد الخليفة بحكاية دعوته إلى فتح ملف فرع بنك الخليفة في القليعة.. ولكن يجب أيضا أن يفتح ملف قناة الخليفة تي في (TV) التي بثت من باريس ومن لندن بأموال مهربة بطرق غير شرعية.. ويجب أن نعرف كيف هربت هذه الأموال ومن هربها..؟!الحق يقال: إن الخليفة استطاع أن يلوث قطاعات واسعة من رجالات الدولة ومن رجال ونساء المجتمع المدني والأحزاب، والعديد من رجال الإعلام.. ولم ينج من “تسونامي” الفساد الذي عوم به البلاد إلا القليل.! ومن حق الجزائريين أن يعرفوا القائمة الكاملة للذين أفسدهم “تسونامي” الخليفة.. ليكونوا عبرة لما يستقبل من الزمن.إذا نجح القضاة في إعادة فتح ملف الخليفة على أساس الوصول إلى الحقيقة كل الحقيقة، فسيكون القضاء الجزائري قد أنجز واحدة من المهام التي تشغل بال الرأي العام، وتكون عملية إحضار الخليفة من بريطانيا لها معنى، لأن كل الناس تعرف أن هناك جوانب من موضوع خليفة بنك لاتزال غامضة، وأن هناك جوانب أخرى لم تفتح إطلاقا، مثل (خليفة TV) وخليفة طيران.. وخليفات أخرى.!نأمل أن تذهب العدالة إلى منتهاها في ملف الخليفة، لأن ذلك يعد مقدمة مشجعة لأن تذهب العدالة إلى عمق قضية (سوناطراك 1 و2)، والأمر هنا لا يتعلق بإحقاق الحق وممارسة القصاص من الذين عبثوا بالمال العام، بل يتعلق بإرساء أسس العدالة وعدم الإفلات من العقاب بالنسبة للذين ينهبون المال العام.قد يكون غريبا أن يطالب زعيم العصابة عبد المؤمن خليفة من سجنه بأن تلاحق العدالة بقية العصابة التي نستها أو تناستها العدالة.. لكن قد يكون الأمر جيدا ويعبّر عن صحوة ضمير لعبد المؤمن، أدت إلى إعلان رغبته في مساعدة العدالة.. وجدية القضية أن تأخذ العدالة تصريحات أو رغبات رئيس العصابة مأخذ الجد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات