بات أكيدا أن السلطة تريد إنجاز انتخابات رئاسية متحكم فيها، في بلد فيه سلطة غير متحكمة في بلد كما يجب. كل إنجازات السلطة في العشريتين الأخيرتين في الحقل السياسي والمؤسساتي أنها استطاعت أن تقيم نظاما لا يتحكم في أي شيء في البلاد قدر تحكمه في نظام الانتخابات.استطاع النظام أن ينجز نسقا من “السيستام” الانتخابي يجعل به الشعب ينتخب ما يريده النظام طوعا أو كرها.كل دول العالم تحارب تزوير الانتخابات بواسطة تزوير الأصوات، لكن عندنا أصبحت السياسة نفسها تزوّر الأحزاب وتزوّر المرشحين وتزوّر الحملات الانتخابية وتزوّر الناخبين، وفي النهاية يتم تزوير الأصوات بعد ذلك إذا لم تنجح التزويرات السابقة في تصويت الشعب على ما تريده السلطة.الآن بعد إنجاز نظام انتخابي فريد من نوعه في العالم، عمد النظام إلى إنجاز نظام حكم فريد في العالم، نظام يسير وحده آليا ودون حتى رأس، لهذا كان نظامنا السياسي رئاسيا يجمع كل شيء في يد الرئيس، لكن بإمكان الرئيس أن يغيب عن أداء مهامه مدة سنة ونصف ومع ذلك كل شيء يسير كما يجب.كل شيء في الجزائر أصبح ينطق باسم الرئيس حتى ولو كان الرئيس لا ينطق، وهو ما دعا أحزابا كالآفة والأرندي إلى الحديث باسم الرئيس وجعل أحزابا أخرى مثل حزب لويزة حنون تطالب الرئيس بأن ينطق، لأن الأرانب السياسية ضاعت من أمامها معالم الطريق بسبب سكوت الرئيس.الرئيس لا ينطق لأن تلك طريقته في الوصول إلى الحكم أو البقاء فيه، فقد بقي 20 سنة ساكتا وانتهى سكوته إلى كرسي الرئاسة، واليوم لا يريد أن ينطق حتى لا يشوّش على سيناريو وقائع العهدة الرابعة، سواء أكان السيناريو الذي أعدّ يريد له البقاء في الرئاسة أو الوصول إليها بمن يريده إذا قرر الرحيل، وإذا كان الكلام من ذهب فإن السكوت من كرسي الرئاسة. [email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات