+ -

 ”إذا كنت تستطيع أن تحلم فإنك تستطيع أن تحقق حلمك”، تجد هذه العبارة مكتوبة في كل بوابات كوريا الجنوبية، يراها ويقرأها زائرها.. كوريا التي كانت قبل خمسين سنة مثل الصومال، صارت تاسع دولة مصدرة عالميا من ”هيونداي” إلى ”سامسونغ”، بل تصدّر اليوم الفن.قبل ذلك قال أحد الشيوعيين في بلاد العرب والأعراب ”لو فهم الناس عندنا معنى الحرية لماتوا من أجلها في الشوارع” . وها قد خرجت الكثير من هذه الشعوب وماتت في تونس واليمن وسوريا ولا يزالون يموتون فيها وفي مصر الفراعنة، لكن دون جدوى.ماذا بقي في هذه الأراضي المجزّأة؟ فبعد أن استبشر الناس خيرا واعتقدوا التحرّر قد زارهم، وأن الأبناء المهجّرين رجعوا والأموال المنهوبة عادت لأهلهم وللوطن. فقد تفاقم الأمر أكثر من قبل، فلا المال ولا السلم ولا العلم؟لا يمكنك إنكار أن النماذج الناجحة هي اليوم في دول إسلامية لا ”عربي، ”من أندونيسيا وماليزيا وتركيا وإيران، كما بالأمس كان العلماء، البخاري من بوخارة وابن سينا وغيرهما. في الوقت الذي تتطاحن دويلات العربانوالغربان على دفع فواتير حروب أمريكا والغرب الافتراضية والوهمية والاحتمالية اليوم. فاقتتلي واختصمي يا قبائل العروبة، يا طبعة ثانية من سيرة الأندلس المغلوبة .بورنان أيمن- الجزائرالمصيبة يا ابني أيمن أن الذين قادوا الربيع العربي الواعد بالحرية للشعوب العربية، والذين موّلوه بالمال والسلاح هم الذين يحكمون جزءا من الشعوب العربية بالحق الشرعي السلالي، يتوارثون به الشعوب كما كانت تتوارث الكنيسة في أوروبا في القرون الوسطى المزارع بأقنانها.هؤلاء يريدون تحرير أبناء الأزهر والزيتونة وأحفاد صلاح الدين وأحفاد حكماء اليمن من العبودية ونقص الإيمان والديمقراطية، وهم لا يزالون يمنعون حتى نساءهم من قيادة السيارة، لأنهن مما ملكت أيمانهم، وفي أحسن الحالات الزوجة الرابعة.نعم الحضارة الإسلامية لم يصنعها العرب، بل صنعها غيرهم باسمهم، في بغداد واسطنبول والقاهرة وغرناطة.. والنهضة التي تتحدث عنها في تركيا وماليزيا وإيران وباكستان نقاط نهضة بلاد مسلمة وليست عربية.. هل من الصدفة أن الأعجوبة الوحيدة من عجائب الدنيا السبع الإسلامية صنعها مسلمو الهند، ولم يصنعها العرب؟نحن في الوطن العربي لا يحق لنا أن نحلم لأن الحلم فيه مساس بأمن الحاكم، والأسطول الأجنبي الذي يحميه.. نحن يحق لنا فقط أن نرى الكوابيس التي تتناسب مع فكر الحاكم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات