تردد الإشاعات حول تعديل وزاري وشيك في الحكومة هو عبارة عن إلهاء آخر للرأي العام، إلى جانب الإلهاء المتواصل للرأي العام عبر قضية تغيير الدستور التي يمارسها الرئيس ومحيطه.لا يمكن أن نفهم إطلاق الإشاعات تلو الأخرى بخصوص هذا التغيير أو التعديل المرتقب للحكومة إلا في سياق عملية فتح زمرة الحكم شهية الطماعين والشياتين للرئيس لأجل زيادة الشيتة.وفي الوقت نفسه إقلاق الوزراء الذين بدا عليهم بعض التراخي في ممارسة الشيتة.قد يكون أيضا أن جماعة الرئيس تواجه صعوبات في المفاضلة بين من يستحق أن يستوزر بناء على مواقفه، وليس كفاءاته، وبين من ينبغي عليه أن يغادر الحكومة لقدم شيتته وعدم صلاحيتها.لا يمكن أن نتصور أن الرئيس لم يستطع أن يحزم أمره بخصوص التغيير أو التعديل الحكومي بسبب كفاءة وأداء الحكومة أو الوزراء، لأن الفشل الحكومي لا يحتاج إلى كبير عناء لكشفه، فأغلب الوزراء لم ينجزوا في قطاعاتهم سوى الفشل..لذلك قد تكون جماعة الرئيس لم تجد في الساحة من هو أفشل من هذه الحكومة لإحداث التغيير بما هو أفشل..مادامت القاعدة أن التغيير يكون دائما نحو الأسوأ..والاستثناء هو أن يتسلل عبر أي تغيير ما هو غير فاشل.عندما نرى مثلا وزيرا مثل عمارة بن يونس يتولى وزارة الصحة مع الرئيس بوتفليقة، ويتولى وزارة البيئة، ثم يتولى وزارة الصناعة مع الرئيس نفسه، ثم يتولى وزارة التجارة...فذاك يعني أن هذا الوزير (عبقري) يفهم في الصناعة والتجارة والصحة والنقل والبيئة، أو أنه عيّن على رأس هذه المؤسسات الحيوية كي لا يفعل شيئا..وهو ما حدث فعلا.بالطبع لا يمكن أن نجد أسوأ منه كي يقبل بأن يسيّر قطاعات ليست من اختصاصه ويلحق بها الأضرار المطلوبة، ويكافأ على ذلك كل مرة.مصيبة حكومة الجزائر لا هي سياسية بكفاءة ولا هي تيكنوقراطية بكفاءة، وكل ما هنالك أنها حكومة ذات كفاءة عالية في الشيتة والانتهازية وممارسة الفساد[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات