من مضحكات المعارضة السياسية قولها إنها نجحت في تأجيل تعديل الدستور إلى ما بعد الرئاسيات! ولم تقل لنا هذه المعارضة ما هو الخطر الذي كان يمثّله تعديل الدستور على الجزائر قبل الرئاسيات؟! وهل سيزول هذا الخطر بعد الرئاسيات؟!إذا كان الغرض من تعديل الدستور قبل الرئاسيات هو البحث عن رئيس يعيّنه الرئيس ليخلفه تحت مسمى نائب الرئيس الذي كان مطروحا في فكرة تعديل الدستور قبل الرئاسيات.. فهل هذه الفكرة استبعدت الآن إذا تأجل تعديل الدستور إلى ما بعد الرئاسيات؟!المعتقد أن تعديل الدستور بعد الرئاسيات وإعطاء الرئيس الحق في تعيين الرئيس الذي يخلفه عبر تعديل الدستور وإحداث منصب نائب الرئيس يكمل العهد الرئاسية.. هذه المسألة تبقى قائمة أو ربما أكثر ضمانا للرئيس من حالة تعديل الدستور قبل الرئاسيات.عدم تعديل الدستور لا يمنع الرئيس بوتفليقة من الترشح، ولا يمنعه من أن يفرض الرئيس الذي يخلفه إذا بقيت المعارضة فرحة بهذا الإنجاز الوهمي الذي تقول إنها حققته.. الرئيس لا يترشح لعهدة رابعة ليس بسبب عمل المعارضة، بل قد لا يترشح لأن القرار اتخذ في السماوات السبع ولا علاقة له بالبشر.!شيء آخر أكثر إضحاكا تطالب به المعارضة، وهو تكوين لجنة وطنية مستقلة لمراقبة والإشراف على الانتخابات.. وسحب مسألة إجراء الانتخابات من الحكومة ووزارة الداخلية والعدالة والرئاسة ومصالح الأمن.. لأن هذه المؤسسات في نظر المعارضة غير مؤتمنة على إجراء الانتخابات! أي والله هكذا يقولون؟! وعوض أن تطالب المعارضة بتغيير رجال هذه المؤسسات لأنهم لا يصلحون، فهم يمارسون الفساد والتزوير! راحت المعارضة تطالب بسحب حكاية تنظيم هذه الانتخابات من الفسدة والمزوّرين.يا ناس يا أشباه السياسيين: إذا كانت الداخلية والحكومة والأمن والعدالة والإدارة والرئاسة غير مؤتمنة على إجراء الانتخابات، فالمطلوب هو تغيير هؤلاء وليس تكوين هيئة أخرى خارج هذه المؤسسات؟!عندما تكون السلطة فاسدة إلى هذه الدرجة، ينبغي النضال من أجل تغييرها وليس ترك المؤسسات لسلطة الفساد والتزوير وتكوين مؤسسات أخرى.في كل البلدان إجراء انتخابات حرة ونزيهة لا يكون بوضع القوانين وتكوين هيئات مستقلة عن أجهزة الدولة... إجراء انتخابات حرة وحقيقية يكون بوجود إرادة سياسية تعتبر التزوير والتحايل على إرادة الشعب جريمة يعاقب عليها القانون، فضلا عن أنها معرة سياسية.. الإقلاع عن ممارسة التزوير لا يكون بتبديل الهيئات، بل يكون بوجود الإرادة السياسية في عدم التزوير.. ومن يزوّر الانتخابات ويزوّر المعارضة مثل هذه التي تتواجد الآن، ألا يستطيع تزوير الهيئة التي تطالب المعارضة المزوّرة الآن بإنشائها؟! طالبوا برحيل فكر ورجال التزوير ولا تطالبوا باستبدالهم بمزوّرين آخرين؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات