فرنسا تواجه إرهابها بالتدويل؟ǃ

 ترى لماذا عمدت السلطات الفرنسية إلى تدويل قضية الإرهاب الذي تعرضت له؟ǃ هل تكفي الأصول الأجنبية للإرهابيين الفرنسيين الذين نفذوا العملية كي تعمد فرنسا إلى هذه الحالة الهستيرية لجعل الأمر ذات أبعاد كونية، وبالتالي تعبئة العالم كله وليس الشعب الفرنسي وحده ضد هؤلاء الإرهابيين المحليين الذين تحولوا فجأة إلى حالة دولية؟ǃالحشد الدولي والوطني الذي عمدت له السلطات الفرنسية قد يكون حصل لسببين اثنين:الأول: هو أن الحكومة الفرنسية تريد أن تقول للداخل الوطني بهذا الحشد الدولي: إن العملية ليست محلية، ولم تكن أبدا محلية، فهي ذات ارتباطات بالحرب الكونية على الإرهاب، وأن تزامنها مع العمليات العسكرية الفرنسية في مالي وفي سوريا وليبيا والعراق ليس هو السبب المباشر في تنفيذ هذه العملية.الثاني: إن سياسة فرنسا الدولية ففي مكافحة الإرهاب ليست هي الجانية على فرنسا، وبالتالي فإن الأصوات الداخلية التي تطالب بإعادة النظر في السياسة الخارجية الفرنسية، وخاصة مسألة التدخل العسكري في العديد من بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط، هذه الأصوات لا معنى لها، فالأمر له أبعاد دولية، وكان سيحدث سواء تدخلت فرنسا عسكريا في الخارج أم لم تتدخل.وواضح أن الاستغلال السياسي الداخلي من طرف الفرقاء السياسيين الفرنسيين لهذه العملية بات مفضوحا، لهذا عمدت حكومة اليسار الفرنسي إلى الاستقواء بالخارج في عملية التنديد بهذه الجريمة بمسيرات وطنية عارمة وأخرى دولية حاشدة.المسيرات الفرنسية التي حدثت في عديد المدن الفرنسية ذكرتنا بالمسيرات (العفوية) التي كانت السلطات الجزائرية تنظمها في الولايات للتنديد بالإرهاب. فقط الفرنسيون لم يوزعوا على المتظاهرين (الكاسكروطات) كما فعل الجزائريون؟الآن يجري في فرنسا نقاش صامت مفاده: هل فرنسا قد فشلت أمنيا في تتبع آثار هؤلاء المجرمين؟ǃ لماذا كانت أمريكا تعرف خطورة هؤلاء وتمنعهم من امتطاء الطائرات المتوجهة إلى أمريكا ومصالح المخابرات الفرنسية لا تعرف ذلك؟ǃهل كتب على الفرنسيين أن يدفعوا بأمنهم ثمن المواجهة بين اليهود والمسلمين على أراضيها؟ هل فشلت فرنسا ثقافيا وحضاريا في إدماج المسلمين الفرنسيين في المجتمع الفرنسي ولذلك حدث ما حدث؟ǃ أم أن فرنسا أيضا فشلت في فرنسة اليهود الذين يعيشون على أراضيها حضاريا.. لذلك كان ولاؤهم لإسرائيل أكثر من ولائهم لفرنسا تماما مثلما هو حال بعض المسلمين.العديد من الناس يتحدثون عن ضعف الأداء السياسي للحكومة الفرنسية عما كان عليه قبل عقدين من الزمن، ولعل هذا هو السبب.