+ -

هل يمكن أن نصدق بأن السلطة الفرنسية والصحافة الفرنسية يمكن أن تمارسا الكذب والتضليل للرأي العام الفرنسي، عندما يتعلق الأمر بالمصالح الفرنسية في الخارج.! حيث تقوم الصحافة الفرنسية بالتنسيق مع السلطة الفرنسية حتى في المسائل التضليلية.!صحيفة “الكنار أونشيني” الفرنسية قدمت رواية مضحكة لنكتة الرئيس الفرنسي هولاند التي تتعلق بما اعتبره الجزائريون إساءة للجزائر حين قال لوزير داخليته “عدت من الجزائر سالما معافى.. هذا في حد ذاته شيء جميل”.! ولما أثارت هذه الجملة الرأي العام الجزائري والفرنسي على السواء، اضطر هولاند لتصحيح الأمر بشيء من الاعتذار التأكيدي.!وفي نفس الوقت نشرت “الكنار” أنها حصلت على معلومات مؤكدة بأن ما قاله هولاند يعود إلى أن الوفد الفرنسي الذي حضر إلى الجزائر تناول وجبة عشاء في مطعم “الدوفان” بميناء الجزائر.. وأن أعضاء الوفد الفرنسي (الوزراء والوزير الأول الفرنسي)، قد تعرضوا لتسمم وأن وزير الداخلية الفرنسي هو وحده الذي لم يصب بالتسمم، وقد علم هولاند بالحادثة ولذلك قال نكتته في حفل عشاء مع اليهود في باريس!مدير مطعم “الدوفان” في الجزائر.. نفى أن يكون الوفد الفرنسي قد تعرض لتسمم، وقال إن الطبيب المختص في التغذية قد حضر إلى المطعم قبل حضور الوفد الفرنسي، وأنه عاين الأسماك، وأن الوفد الفرنسي شكر مدير المطعم على نوعية الأكل.. بل إن أحد الموظفين في السفارة زار المطعم بعد يوم وقدم شكره للمطعم على نوعية الاستقبال والخدمة والأكل.. وقدم باسم سفارة فرنسا بالجزائر هدايا للعاملين في المطعم.!فلو كان الأمر يتعلق بتسمم كما كتبت “الكنار”، استنادا إلى مسؤولين فرنسيين، هل كانت السفارة الفرنسية بالجزائر تقوم بهذا.!والسؤال المطروح هنا.. هل “الكنار” العريقة يمكن أن تلفّق أخبارا كهذه على الحكومة الفرنسية؟! أم أن الحكومة الفرنسية هي التي حاولت تضليل الرأي العام الفرنسي والجزائري عبر “الكنار”، بتلفيق هذه الحكاية وإيجاد تبرير مقنع ومؤسس إلى حد ما لمزحة الرئيس الفرنسي البايخة؟!أم أن الأمر فعلا حصل.. وما يقوله مدير مطعم “الدوفان” في الجزائر ليس صحيحا.. وهو محاولة منه لتبرير واقعة ما كانت لتقع.! أم أن الأمر خلاف ذلك.وإذا كانت الصحافة الفرنسية العريقة تقوم بتنسيق الكذب والتضليل مع السلطة الفرنسية في مثل هذه القضية البايخة، فكيف يكون الأمر عندما يتعلق الأمر بالمسائل الجدية الكبرى التي تمس المصالح العليا الفرنسية.؟!وهل الكذب والتضليل الذي يغزو بعض الصحافة الجزائرية بالتنسيق مع السلطة هو في الواقع تتلمذة بايخة على المدرسة الإعلامية الفرنسية من طرف الجزائريين.؟ لست أدري؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات