الرهان الجاري حول مسألة إعداد الدستور يعتبر أكبر من رهان الرئاسيات التي جرت... فالرهانات قوية في هذه الانتخابات. ولذلك يجري صراع محموم حول هذه القضية بين الحراك من جهة، والسلطة من جهة ثانية، وتلعب الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني الدور الحيوي في هذا الصراع، فالحوار حول مضمون الدستور على نطاق واسع بين فئات الشعب أصبح أكثر من حيوي، خاصة وأن طريقة إعداد المسودة الأولية لهذا الدستور لا تنبئ بأن أمر هذا النقاش سيكون سهلا وميسور! فالأحزاب السياسية الموالية للسلطة قد انتهت عمليا بفعل ملفات الفساد التي ضربت قياداتها مثل الأرندي والأفالان والأحزاب المتآلفة معهما، وبذلك تعطلت الآلة الانتخابية للسلطة بفعل هذه الوضعية، وقد انعكس هذا على مستوى أداء السلطة في الرئاسيات الماضية، والحال قد يكون أمرّ في الاستفتاء على الدستور، وأحزاب المعارضة (الشكلية) هي الأخرى قد فقدت ما تبقى لها من علاقات مع قواعدها ومع الشعب بفعل مواقفها المتذبذبة بين الحراك والسلطة، خاصة فيما يتعلق بالأحزاب المتواجدة في البرلمان، والأحزاب التي أبانت عن استعدادها للطلاق مع الحراك، وهي حالة سياسية لا تفيد الأحزاب ولا السلطة في موضوع الانتخابات!كل الناس ينتظرون محتوى النص الدستوري الذي سيطرح للنقاش العام، ولكن كل الدلائل تشير إلى أن الأمر لن يكون سهلا، سواء على مستوى المحتوى الذي يطرح ويرضي كل الشعب، أو على مستوى نوعية الحوار الذي سيجري حول هذا النص الذي بالتأكيد لن يكون سهلا، لهذا فالاستفتاء حول الدستور أصعب من الانتخابات الرئاسية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات