الانتهازية والاحتوائية ومحاولات ركوب ما لا يركب، جعلت جل الناس تغازل الحراك غزلا غير عذري سياسيا.المعارضة البائسة لا تتورع في تقمص الحراك والذهاب إلى السلطة والتحاور معها باسمه... وبعضهم لا يتورع في دعوة السلطة إلى حماية الحراك ممن يسميهم هؤلاء بأعداء الحراك! وبعض الحراكيين يريدون ركوب الحراك وحدهم!وربما سيحدث للحراك ما حدث لأول نوفمبر 1954، كل الناس يتبنون بيان أول نوفمبر على أنه المرجعية الوطنية لهم، ولكن الجميع لا يلتزم بما نص عليه بيان أول نوفمبر!فتحول بيان أول نوفمبر إلى ”قميص عثمان”، يراه اليسار يؤسس لدولة يسارية علمانية، ويراه الإسلامي يؤسس لدولة ثيوقراطية تلغي حتى أركان الدولة نفسها، ويراه الوطني بيانا وسطيا انتهازيا، يميل مع الرياح حيث تميل السلطة؟!ربما سيتكرر مع الحراك ما حدث مع بيان أول نوفمبر.. يتصارع الناس به وعليه ولا ينجزون أبدا ما ثار من أجله الحراك، وهو بناء دولة تحت السلطة الكاملة للشعب!قد نحتاج إلى سنوات أخرى كي نفهم ويفهم الجميع أن الشعب الذي ثار في 22 فيفري من العام الماضي لا يبحث عن فارس أو فرسان جدد لفترة تاريخية قادمة، بل ثار كي يكون زمام الأمور السياسية في منح السلطة ونزعها بيده وحده دون سواه! ولهذا فإن شعار دولة مدنية، الذي يرفعه الحراك، ليس موجها ضد المؤسسة العسكرية، كما يحاول بعضهم إيهام الرأي العام بذلك، لغرض سياسوي في نفس يعقوب، كما أن هذا الشعار أيضا ليس شعارا علمانيا، كما يحاول بعضهم زرع ذلك في الرأي العام!الشعار معناه تكريس سلطة الشعب في تولي المسؤوليات ونزعها، وسيادة دولة القانون والمؤسسات، ومن هنا لا علاقة للشعار بالأشكال الإيديولوجية للدولة وحكامها!فقط نقول لكل من يحاول ركوب الحراك، إن ثورة الشعب ينبغي أن لا تكون مثل الأفالان ظهر يركب أو ضرع يحلب[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات