هل يمكن أن يبنى المستقبل بأفكار ورجال ونساء الماضي.. هذا يكون ممكنا لو كان رجال ونساء وأفكار الماضي قد أنجزوا ماضيا يرضى عنه الحاضر والمستقبل! لكن إذا كان الماضي بناسه وأفكاره انتهى إلى كارثة كالتي تعيشها البلاد، فإن إعادة البحث عن حلول لمشاكل المستقبل انطلاقا من الماضي البائس بأفكاره ورجاله هو في النهاية عبارة عن بحث عن الحياة في مقبرة!عندما أسمع السلطة الحالية تندفع نحو الماضي بحثا عن حلول للمستقبل، أحس بدوار يلف رأسي! لماذا يندفع هؤلاء نحو الماضي ورجاله مع أن هذا الماضي ورجاله هو الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه؟!رجال ونساء الماضي يمارسون الكذب السياسي على الشباب جهارا نهارا.. كل الأحزاب والشخصيات السياسية تتمسك بما تسميه ببيان أول نوفمبر كقاعدة مرجعية لعملها! فإذا كان بيان أول نوفمبر يجمع الجميع كما يقولون.. فلماذا توجد في البلاد هذه الخلافات الحادة؟!النتيجة الواضحة تقول إن هؤلاء يكذبون على الشعب وعلى الجزائر عندما يقولون إن مرجعيتهم بيان أول نوفمبر.. فلو كان الأمر كذلك ما كنا نحتاج إلى هذه الحروب من أجل الوصول إلى إجماع حول فكرة واحدة تجمع الجزائريين لبناء المستقبل!في الشوارع لا يحتاج المرء إلى كبير عناء ليعرف بأن شباب الجزائر واحد موحد حول فكرة واحدة هي بناء المستقبل، وأن الخلافات الحادة والبزنطية توجد فقط عند رجال الماضي وعبر أفكار الماضي!ويكاد المرء الفطن أن يفهم بوضوح بأن شباب اليوم يريد أن يصنع نوفمبر له يضاهي نوفمبر هؤلاء الذين يتصارعون بنوفمبر وحوله ومعه منذ سنة ولم يصلوا إلى حلول! شباب اليوم يقول صراحة نوفمبر الماضي صنعه الرجال والنساء وحرر البلاد! ونحن اليوم رجالا ونساء وشبابا نريد أن نصنع نوفمبرنا! نوفمبر الأمس للتحرير ونوفمبر اليوم للبناء! ولهذا فإن محاولات إعادة صياغة الحياة السياسية في البلاد بعد ثورة الشعب في فيفري بواسطة أفكار ونساء ورجال الماضي هي ضرب من التحايل السياسي على ثورة الشعب.الحوار الجدي الذي يدفع بالبلاد إلى بناء المستقبل هو الحوار الذي ينبغي أن يجري مع الشباب الذين هم في السجون وفي الشوارع يتظاهرون، وليس مع رجال ونساء الماضي؟!الشباب يريد حوارا مع القوى الحية وليس حوارا مع المقابر السياسية؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات