عندما اتهم الدكتور فارس مزدور زميله في الجامعة بأنه زوّر شهادة دكتوراه، استهجنت هذا القول من أستاذ جامعي ضد أستاذ جامعي آخر، وقلت إن الأمر يتعلق (بغيرة) علمية بين رجال العلم في الجامعة، خاصة وأن المتهم المغار منه أصبح وزيرا لأهم قطاع في البلاد وهو التجارة!لكن عندما سمعت هذا الوزير الدكتور يتهدد ويتوعد تجار الحليب، أحسست فعلا بأن ما قاله مزدور بخصوص هذا الوزير صحيح! فلو كان هذا الوزير فعلا دكتورا لما قال هذا الكلام؟!كلام وزير التجارة عن مافيا الحليب أسوأ من كلام البشاغوات الذين كان الاستعمار يحكم بهم الجزائر! فبشاغوات الاستعمار كانوا يهددون الشعب الجزائري، ولكن العقلاء من الباشغوات كانوا يصفون ”دبوز السلطة” بأنه ”دبوز كلخ” العاقل من يخيف به ولا يضرب به! لأنه إذا استعمله اكتشف الناس بأنه ”دبوز كلخ” فلا يخافونه بعد ذلك! الوزير يستخدم كلمة جبروت اليوم! وربما غدا سيستخدم كلمة طاغوت لتخويف الناس، وخاصة العصابة! وهو يعرف أن العصابة لا تخاف من مثل هذه التهديدات، وسبق لوزير سابق للتجارة، بختي بلعايب، رحمه الله، أن مات بالقنطة في مواجهة هذه العصابة التجارية!ضحالة وزراء هذه الحكومة ضربت الرقم القياسي في الرادءة، فهناك وزير آخر في قطاع حيوي آخر لا يقل أهمية عن قطاع التجارة، سمع الموظفين في وزارته يتحدثون عن رداءة هذا الوزير ويأملون تغييره في أول تشكيل للحكومة بعد الرئاسيات، ولكن الوزير المعني تم تثبيته في منصبه بعد الرئاسيات! فما كان من هذا الوزير، بعد أن سمع بإعادة تثبيته في منصبه في الحكومة الجديدة، ما كان منه سوى أنه نهض باكرا وذهب إلى الوزارة المعنية، وكل موظف يدخل الوزارة يحدق الوزير في وجهه، فإذا كان من الذين انتقدوه يمنع من دخول الوزارة، وإذا كان ممن ”شيّتوا” له، يثبت في منصبه!هكذا أصبحت الأمور تدار من طرف وزراء آخر الزمان! وزراء عددهم 41 وزيرا في بلد يفتقر إلى حكومة حقيقية فيها ولو (وزير من نوع زمان)!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات