حكومة مكافآت... لا حكومة كفاءات؟!

ظهر الرجل السبعيني الذي تصفه صحافة دشرته بالأركاييك على الشاشة وخلفه باب مغلق يدل على أن الوقت ما يزال مبكرا في بلادنا لفتح الباب أمام الكفاءات، ثم أخذ يتلو بلسان لا يكاد يبين قائمة أسماء قال: إنها تمثل طاقم أول حكومة للرئيس تبون!بعد أقل من لمح البصر كانت مواقع التواصل الاجتماعي قد اشتعلت ناقمة على الحكومة التي خيبت كل الظنون، ولم تخب نارها إلا عند خيوط الفجر الأولى بعد أن تركت وراءها رماد الاستنتاجات الآتية:1- الرئيس تبون هو المرشح الوحيد الذي تحدث عن تشكيل حكومة كفاءات لأول مرة في تاريخ البلاد، وبدا من قراءة الأسماء أن الرئيس ربما يكون أخطأ في التعبير فقط، بحيث أنه كان يقصد تشكيل حكومة مكافآت بدلا من حكومة كفاءات! حيث أن جميع الحقائب الوزارية بلا استثناء هي مكافآت تم تقديمها للوزراء الجدد نظير خدمات قدموها لمكافأة بلحيمر عن دوره في لجنة الحوار... وممثلا لكوطتها في الحكومة.. مكافأة كوثر كريكو عن دورها كممثلة لكوطة لجنة الانتخابات.. الخ) وقس على ذلك بقية الحقائب الوزارية.2- الرئيس تبون هو الوحيد الذي وعدنا بأن نرى وزراء لا يتجاوز سنهم 26 سنة. واضح أنه تعب كثيرا في البحث عن وزير بهذا الشرط ينفذ به وعده.3- ثلاثة أرباع الوزراء كانوا بالأدلة القاطعة ضد الرئيس تبون نفسه وضد الجيش أيضا من خلال منشوراتهم على الفايسبوك، والأدلة موجودة وهي تملأ منصات التواصل الاجتماعي، وقد كوفئ كل واحد منهم بقدر درجة السب والشتم الذي نشره!4- عدد كبير من الوزراء هم وزراء بوتفليقة ووزراء العهدتين الرابعة والخامسة، وقد تمت إعادة استنساخهم مكافأة لهم عن أدوارهم، وتم إسناد أدوار لهم في العهد الجديد لا يختلف عن أدوار ضباط فرنسا بعد الاستقلال!5- الطاقم الذي رافق الرئيس تبون في حملته الانتخابية وفيهم شخصيات على قدر كبير من الكفاءة (لعڤاب، بلقاسم... بوكروح) كوفئوا بالإبعاد تماما عن الحكومة، ما عدا حسان مرموري الذي جرى استثناؤه من باب التوازن العرقي (باعتباره ترڤيا ويضمن تمثيل التوارڤ!6- لمسة زعيم الأرندي واضحة في تفتيت وزارة الثقافة إلى عدة كتابات دولة يقودها وزراء، والدور المسند لهم هو أنهم سيقومون بتسهيل مهمة استمرار توزيع ريع السيناريوهات والأفلام الذي يدر الملايير التي منحت في عهده لأفلام لم يتم تسليمها (فيلم أحمد باي... وفيلم هيليوبوليس) وغيرها نموذجا... وواضح أن هذا التفتيت اقترحه الوزير السابق من أجل تفادي إمكانية تعيين وزير للثقافة يمكن أن (يخرب) في الملفات السابقة للأفلام فلا يستطيع حين يجد أن الملفات تحت يد وسلطة كاتب دولة مستقل عن الوزير. وواضح أن كاتبي الدولة الشابين للإنتاج الثقافي والصناعة السينمائية هما من صنع وأتباع الوزير ميهوبي!7- أطرف وزارة مستحدثة هي وزارة الحاضنات وأسخف وزارة هي وزارة العمل العائلي؟!التي أسندت إلى مرموري، وأتفه تفتيت هو الذي حصل في وزارة الثقافة، وأغرب حدث هو غياب وزير الدفاع! في حكومة المكافآت بلا منازع، ولعلهم لم يجدوا من يستحق المكافأة بهذا المنصب.8- كان الناس ينتظرون مراعاة الوضع الاقتصادي للبلاد بتقليص وتجميع الوزارات في هيكل واحد، فإذا بهم يتفاجأون بعكس هذا تماما، بحيث تم تفتيت عدة وزارات بهدف واحد هو تعميم المكافآت!9- أما المفارقة الأسوأ هي بلا منازع ظهور ناطق رسمي باسم الرئاسة وهو عڤون؟!حمزة حوحو قسنطينة