مستقبلنا زاهر!

المجلس الأعلى للأمن في الجزائر أشاد في اجتماعه الأخير بالهبة الشعبية التي صاحبت تشييع جنازة رئيس الأركان.. وقال المجلس في بيانه إن هذه الهبة الشعبية أبهرت العالم! ومادامت الجزائر تبدع في تنظيم الجنائز إلى حد إبهار العالم بهذه الطريقة، فإن مستقبل البلاد الأمني والسياسي والاقتصادي سيكون زاهرا!بلد يستثمر سياسيا وأمنيا في الجنائز ويقدمها للعالم على أنها من منجزات السلطة الثورية، لا يمكن إلا أن يكون حاله هو هذا الذي نعيشه؟!أقسم بالله العظيم أن الدمعة سقطت من عيني عندما سمعت أن الرد على تهديدات حفتر وأردوغان بتدويل الأزمة الليبية عسكريا جاء هكذا!في 1975 نقل الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان سربا من الطائرات الحربية من نوع ”جاغوار” إلى السينغال ليهدد بها ما أسماه تدخل الجزائر في الصحراء الغربية، فقال له بومدين، رحمه الله: هز هذه الطائرات وإلا قصفتها!وقتها سخر جيسكار من بومدين وقال له: ألا تعلم أنك تهدد قوة نووية يمكن أن تمحي الجزائر من الوجود!فأجابه بومدين: أعرف ذلك وأعرف أن الجزائر تملك أيضا مليون مهاجر في فرنسا يمكن أن يحولوا فرنسا إلى جحيم.. ومثل نقل الثورة الجزائرية في الخمسينات إلى باريس قائم؟!وعندما ”أدب السادات القذافي بغارات جوية”، تنقل بومدين إلى مرسى مطروح وقال للسادات أوقف الحرب فورا وإلا ستجدني أمامك على الجهة الأخرى، فلن أعود إلى الجزائر من هنا، بل سأذهب إلى طرابلس!اليوم الحكومة المصرية تمول ميليشيات حفتر بالمال والسلاح، وحفتر يهدد علنا الجزائر، وبلد الجنائز العظيمة التي تبهر العالم لا ترد على المصريين والإمارات والروس والأتراك وغيرهم الذين يشعلون النار على حدودنا! بل الجزائر تمول المصريين سنويا بما لا يقل عن 200 مليون دولار بما يسمى بالجامعة العربية، والأكيد أن جزءا من هذه الأموال يذهب إلى تمويل ميليشيات حفتر بالسلاح الذي يتهدد به على الجزائر؟! ماذا تفعل الجزائر في الجامعة العربية؟ المحزن أن بلادنا أصبحت تهددها ميليشيات حفتر وتسكت!إنني أحس بدوار يلف رأسي.. وزير السياحة ووزير الدين ومدير الخطوط الجوية الجزائرية يفتخرون بنقل 26 ألف سائح ديني إلى السعودية، وجزء من عائدات هذه الأموال السياحية يذهب من السعودية إلى تمويل مليشيات حفتر عبر مصر، ليهدد أمن الجزائر.. أليس الموت أهون من العيش في هذه البلاد؟[email protected]