الاقتباس؟!

عندما شاهدت جنازة الراحل أحمد قايد صالح وهو يشيّع من قصر الشعب إلى العالية في أجواء مهيبة.. رحت أبحث في ذاكرتي المهنية عن جنازات مماثلة لأبطال قوميين عسكريين في العالم نظمت لهم شعوبهم جنازات مهيبة عرفانا لهم بما قدموا لأممهم من خدمات عسكرية.كانت أولى الجنائز التي علقت بذاكرتي جنازة الجنرال جياب الفيتنامي الذي كان بطل معركة ديان بيان فو الشهيرة، التي هزم فيها الجنرال جياب الجيش الفرنسي شر هزيمة كتبت في التاريخ العسكري للعالم ولفيتنام والجيش الفرنسي، وكان ذلك عشية اندلاع الثورة الجزائرية المجيدة في 1954، من محاسن الصدف أن المرحوم قايد صالح قد شارك في تشييع جنازة جياب قبل 5 سنوات تقريبا، عرفانا من الجزائر لبطل الفيتنام جياب على ما قدمه للجيش الوطني الشعبي.ومن محاسن الصدف أيضا أن تنظيم جنازة قايد صالح تشبه إلى حد بعيد تنظيم جنازة جياب، وقد كتبت في هذا الركن، قبل 5 سنوات، عن استيراد الجزائر لتقنيات تنظيم الجنائز من الفيتنام... وكان في ذهني تنظيم جنازة عبد العزيز بوتفليقة، ولم يكن في ذهني جنازة قايد صالح!تابعت أيضا جنازة البطل المصري والعرب، سعد الدين الشاذلي، بطل العبور، وكانت أيضا تشبه في التنظيم جنازة أحمد قايد صالح.. وتشاء الصدف أيضا أن قايد صالح كان أيضا من بين الذين ساهموا في حرب أكتوبر تحت قيادة تنسيقية لسعد الدين الشاذلي. الفريق الشاذلي نظم العبور للجيش المصري لقناة السويس وتحطيم خط برليف الشهير، وقايد صالح نظم العبور بالجيش والشعب الجزائري للسلطة من السعيد بوتفليقة إلى تبون!جنازة قايد صالح تشبه أيضا جنازة الجنرال الإنجليزي مونتا غمري في الحرب العالمية الثانية وبطل معركة العالمين الشهيرة في صحراء ليبيا ومصر بينه وبين الجنرال رومل النازي.والجنازة تشبه أيضا جنازة رمول في برلين سنة 1944، وتشبه جنازة عبد المنعم رياض في مصر وجنازة مصطفى طلاس في سوريا، وجنازة رائد الفضاء الروسي يوري غغارين، أول إنسان سبح في الفضاء.جنازة قايد صالح أول جنازة من نوعها لعسكري جزائري، وسيتحدث عنها الإعلام الوطني والدولي مدة طويلة، قد تساهم في ملء الفراغ السياسي الذي تعرفه البلاد حاليا.