جمعة أول أمس أفسدت على تبون عرسه، فلم يستمتع كعريس بالشعبية التي (انتخبته) بصباحية مباركة! بل كانت صباحية جمعة حاشدة. لهذا، فإن من الفطانة السياسية والحكمة السلطوية أن يعيد الرئيس المنصّب النظر جذريا في محتوى خطابه الأول... فلم تعد مسألة حل ثقل محفظة التلاميذ ولا وجبة المطاعم المدرسية والمنح الجامعية أولوية الأوليات في برنامج الرئيس! ولم يعد الوعد (تعديل الدستور) في الأسابيع القادمة، كما وعد، مسألة تهم الشعب... ومسألة تعديل الدستور لم تعد حتى مسكّنا للأزمة، بل تغيير الدستور أصبح هو الأساس... وتغيير الدستور لا يمكن أن يتم عبر برلمان الحفافات حتى ولو كان متبوعا باستفتاء شعبي، كما وعد الرئيس! والحوار مع بعض الحراكيين وأحزاب المعارضة الشكلية لم يعد مقبولا من طرف الشارع الجزائري، والاعتماد عليها من طرف الرئيس لن يفيده في شيء. ومحاولات أحزاب البؤس السياسي في فتح حوار مع الرئيس باسم الحوار من أجل الإبقاء على المنافع المكتسبة بهذه الأحزاب في البرلمان أو تدعيمها بمنافع جديدة في الحكومة لا تفيد الرئيس أيضا، خاصة وأن معارك انتهازية صاخبة تجري الآن في سرايا القرار من أجل تشكيل الحكومة، والأكيد أن الإعلان عنها سيؤدي إلى زلزال في الرأي العام؟!والواضح أن السلطة فقدت تماما كل علاقة لها بالحراك! حتى أن بن ڤرينة قدم نفسه (حراكيا) وبإمكانه أن يقدم خدمة سمسار سياسي للحراك والسلطة؟! ولسنا ندري كيف ترشح هذا المخلوق للرئاسيات، وحين خسر يطرح نفسه وسيطا؟! إلى هذا المستوى وصل سوء الأداء السياسي لأحزاب السلطة وأحزاب المعارضة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات