+ -

في الانتخابات الرئاسية للعهدة الثانية لبوتفليقة استعملت في هذا العمود مصطلح ”الأرانب الرئاسية”، أطلقتة على المترشحين للرئاسيات ضد بوتفليقة، على اعتبار أن الرئيس الذي يترشح لعهدة جديدة لا يمكن أن يهزم، وبالتالي فإن المترشحين ضده يلعبون فقط دور الأرانب، والرئيس معروف مسبقا!ثارت ثائرة المترشحين الأرانب ضدي واشتكوا أمرهم إلى رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات آنذاك، المرحوم الوزير السابق للعدل، محمد تقية، فجمع أعضاء لجنة المراقبة للانتخابات وقرروا رفع دعوى قضائية ضدي، بتهمة الإساءة إلى المترشحين للرئاسيات ووصفهم بصفة الأرانب!وقتها كتبت عمودا ثانية قلت فيه إن هذا الوصف بالأرانب ليس من عندي، فقد سمعته من المرحوم رابح بيطاط، فقد قال لي بحضور بوتفليقة، إن الرئيس زروال قد استدعاه إلى رئاسة الجمهورية وطلب منه أن يترشح للرئاسيات ضده سنة 1996، فقال بيطاط لزروال: وأنت هل ستترشح؟! فقال له زروال نعم سأترشح.. فقال بيطاط إذن أنت الرئيس وأنا أترشح لك كأرنبة فقط.. أنا طوال حياتي أشتغل صيادا، فكيف أتحول إلى أرنبة هذه المرة؟!بيطاط أحد الستة يُطلب منه أن يكون أرنبة في الرئاسيات؟!ذكرت هذه القصة، وقلت على الصديق محمد تقية أن يرفع الدعوى على المرحوم بيطاط وينبش قبره ويحرق عظامه لأنه أساء إلى المترشحين بإطلاقه هذا الوصف عليهم، فما كان من رئيس اللجنة ومن المترشحين الأرانب، ومنهم لويزة حنون، إلا أن تخلوا عن فكرة المتابعة القضائية!اليوم عندما أرى ”أرانب القفة” في الرئاسيات الحالية يطلون برؤوسهم في المهرجانات ”الكاسكروطية”، أحس بأن وصفهم بالأرانب مسألة كبيرة عليهم.. أحدهم قال إنه سيعارض سياسة عضو العصابة، حداد المسجون، في جلبه للرجال من الصين للعمل في الجزائر بحافز جمال نساء الجزائر، فقال هذا المترشح، أو من يمثله، إنه سيصدّر شباب الجزائر إلى الخارج لتستفيد منهم عجائز أوروبا، وأنه سينشط الدبلوماسية الاقتصادية في السفارات الجزائرية لإنجاز هذه المهمة! سمعت هذا الكلام في الإذاعة! أليس هؤلاء فعلا ”أرانب القفة”، سماع برنامجهم الانتخابي يصيبك بصداع سياسي لا ترتاح منه إلا بتعصيب رأسك بحلفة الجلفة؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات