ظاهرة جديدة برزت مع بدء المترشحين للرئاسيات عرض برامجهم، فقد لاحظنا أن المترشحين يرفضون الإعلان عن برامجهم للرأي العام، خوفا من عملية السطو والسرقة لهذه البرامج، كما يقولون!معنى هذا الكلام البائس سياسيا أن البرامج متشابهة أو هي قابلة لأن تكون متشابهة، مادام هذا المترشح أو ذاك يمكن أن يسرق برنامج زميله ومنافسته به! ومعنى هذا الكلام أن التنافس بين المترشحين لن يكون تنافسا بين برامج، بل تنافس بين أشخاص لبرنامج واحد أو يكاد يكون برنامجا واحدا أحدا!النتيجة الأولى التي يمكن أن نستخلصها من هذا الأمر، هي أن هؤلاء المترشحين هم في النهاية عبارة عن مترشح واحد في صورة 5 مترشحين! تماما مثلما كانت الأفالان في عهد الحزب الواحد ترشح لنا في البرلمانيات والبلديات 3 مرشحين، ونحن نختار منهم مرشحا واحدا لتطبيق البرنامج الواحد الأحد في إطار الحزب الواحد والرأي الواحد والبرنامج الواحد!والنتيجة الثانية التي نستخلصها من مسألة سرقة المترشحين لبرامج بعضهم، هي أن الرئاسة مرشحة لأن يقودها من يسطو على الأفكار وليس سرّاق الأموال، كما كان الأمر من قبل!تبون قال إنه يعرف أين هي الأموال المسروقة ولا يعلن عنها خوفا من أن تسرق منه الفكرة من طرف خصومه، أو يهرب السرّاق بهذه الأموال إلى جهة أخرى؟!وبن ڤرينة قام بالسطو على ما هو متعارف عليه من القيم والأفكار في الدستور والقوانين والأدبيات السياسية للنظام، ثم قال إن من يذكر هذه الأمور فقد قام بالسطو على برنامج بن ڤرينة؟! هل هناك هزال سياسي أكثر من هذا؟!كل الناس لاحظت الهزال الرهيب في محتوى البرامج والرجال في الرئاسيات الحالية، حين غابت عنها الأحزاب اليسارية بتياراتها المختلفة، وغابت عنها الأحزاب الإسلامية المعروفة بتياراتها المختلفة، وغابت عنها أيضا الأحزاب الوطنية المعروفة مثل الأفالان.. وغابت عنها أيضا المنظمات الجماهيرية التقليدية مثل بقايا العمال والشباب والنساء والفلاحين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات