أقر مع بعض القراء أن الانتخابات الرئاسية القادمة ”إن جرت”، ستكون حرة ولن تزوّر في الصناديق هذه المرة، تماما مثلما يقول رئيس السلطة الوطنية المستقلة شرفي.. والسبب لأن الانتخابات زوّرت على مستوى المترشحين، والسلطة، سواء المستقلة أو غير المستقلة، لن تكون في حاجة إلى التزوير في الصناديق هذه المرة، وقد تترك الانتخابات حرة وتتم حتى على دورين، لأن هذه الانتخابات هي في النهاية منافسة بين مترشحين يمثلون جميعا السلطة، والدليل على أنهم يمثلون السلطة ما يأتي:1 - كل المترشحين كانوا مسؤولين في الحكم البائد في الدائرة الثانية والثالثة للسلطة، وفشلوا في قطاعاتهم أو أفشلوهم وأبعدوهم، ومن يفشل في مهمة في الدائرة الثانية كيف سينجح في تولي مهمة الدائرة الأولى.. لا سمح الله! وكل المترشحين متساوون في الرداءة السياسية، وهذا ما يدل على أنهم من إنتاج النظام، وليس من إنتاج الثورة الشعبية (الحراك).2 - كل المترشحين يؤمنون بأن النظام جيد ولا ينبغي تغييره، والفاسد فقط هم الأشخاص ويمكن إبعادهم، أي أنهم يؤمنون بأن النظام يمكن إصلاحه من الداخل، ولا يمكن هدمه، وهو نفس الطرح الذي يطرحه رجال الدائرة الأولى للحكم منذ 60 سنة!فكل مرة يتم تغيير رجال النظام في (هبّة ثورية) ولكن النظام يعيد إنتاج رجاله الفاسدين من جديد، حدث هذا في 1965، وتكرر في 1979، ثم تكرر في 1992، وتكرر في 1999، وهو يتكرر اليوم بنفس الأساليب والمواصفات! وهذا معناه أن المشكل ليس في الأشخاص بل في ”السيستام” الذي ينتج دائما رجاله الفاسدين، ولذلك فإن التغيير الحقيقي ينبغي أن يشمل ”السيستام” وليس رجال ”السيستام!”3 - كل الدلائل الآن تشير إلى أن اختيار الناخبين لأي مترشح من هؤلاء ”الأرانب” السياسية، لن يكون رئيسا أقوى من الرئيس الراحل عندما استلم الحكم سنة 1999، بل إن الرئيس القادم إذا انتخب بهذه الطريقة البائسة، سيكون أمام من أتى به أضعف من (رئيس الدولة الحالي) على ضعفه وهزاله السياسي، وبالتالي فإن الواجب الوطني يتطلب أن لا نغامر بانتخابات مشبوهة لا تحل المشكل السياسي الشرعي في البلاد بتغيير النظام، كما يطالب الشعب، بل تعقد المشاكل أكثر مما هي معقدة الآن.4 - كل الدلائل تشير إلى أن إجراء هذه الانتخابات في الظروف الحالية وبالمواصفات الموجودة يمكن أن يزيد في تأزيم الوضع السياسي في البلاد، بصورة لا يمكن تصورها، وقد تضع البلاد في خطر حقيقي يهدد جديا الوحدة الوطنية، وليس وحدة السلطة مع الشعب..عمر البشير في السودان، لعب مع الإسلاميين المتزمتين والوطنيين الفاسدين هذه اللعبة التي تلعب الآن في الجزائر، وكانت النتيجة تقسيم السودان وأزمة دارفور وغيرها.. لهذا وجب تنبيه كل من يدفع بالبلاد إلى هذا المصير المظلم، سواء عن وعي أو عن غير وعي!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات