عذرا الأستاذ سعد، وردا على المقال المعنون ”الاستنساخ السياسي” ليوم 05/11/2019، فرغم أني أدرك أن حنكتك واستقراءك للواقع يتعدى بكثير ما يملكه العبد الضعيف الذي تجرأ اليوم للخوض في موضوع لطالما شغل الرأي العام، طبعا ترددت كثيرا في الكتابة وفي الأخير اقتنعت أن السكوت في هذا الوطن لم يعد حكمة كما يقال، فمن واجب النظام القائم حاليا أن يتجاوب مع مطالب الشعب ويقدم بعض التنازلات التوافقية خدمة للجزائر لتجاوز الأزمة السياسية التي قد يطول أمدها، فليس من الحكمة دعوة الشعب إلى الانتخاب ثم نجد من يخرج علينا بكذا استفزازات لمشاعر المواطنين، في المقابل نجد من يدعو لمقاطعة الانتخابات ونحن شعب قاطع الانتخابات 12 مرة منذ 1999.فهل بالمقاطعة تحسنت أحوالنا أم ازدادت فسادا؟ فلماذا لا نعترف بأن المشكلة ليست في الأحزاب التافهة فقط ولا في الأشخاص الذين يريدون العودة بالاستنساخ السياسي، بل في شعب يترك مكانه شاغرا وأرضه بورا، فالأرض لمن يخدمها والمنصب لمن يشغله، إن الطبيعة لا تقبل الفراغ، هل بقاؤنا في الشارع يراد به تحطيم رقم قياسي أو تحطيم ما تبقى...؟ الحقيقة لم نجد من يطالب بإصلاح المنظومة التربوية والتعليم، ولا بتوفير الأمن الغذائي وبلدنا قارة، ولا بإسقاط مجلس ”الغمة”، ولا بتنحية الدوائر التي لا دور لها، ولا بإجراء انتخابات برلمانية مسبقة يتمكن من خلالها النشطاء والشباب والنخب من اعتلاء قبة البرلمان والحكومة والمساهمة في التغيير من الداخل.الكل يعلم أن حكومات السلطة القائمة في الجزائر هي التي تدفع دوما إلى قطع الطرق وحرق العجلات، تساعد على الاحتجاج والإضراب وتعطيل مصالح المواطن، تدفع الشباب إلى الحرڤة ومغادرة الوطن، تدفع إلى مقاطعة الانتخابات ”خدمة للاستمرارية”.. متى يستفيق هذا الشعب؟ فيقاطع السلطة ولا يعطل مصالح الشعب، يحتج أمام مكتب المسؤول ولا يقطع الطريق في وجه المريض والمسافر، يحترم القانون في بلده ولا يخضع لكل شيء في الغربة، يترشح ويفرض نفسه، ينتخب ويحمي صوته، يشارك في البناء من داخل المؤسسات الدستورية ويمنع الهدم والفساد. نرفع شعارات شعب عظيم، ومظاهرات ضخمة، وثورة عظيمة وبلد عظيم.. ماذا نحن فاعلون بالعظمة؟عمر - الميلية^ يا عمر... كلامك كان من الواجب أن يكون صحيحا لو أن هذه البلاد على رأسها حكام في مستوى حكام لبنان أو تونس، ولا أقول حكام أمريكا اللاتينية، رغم أن هذه البلاد فيها هذا الشعب الذي كان في الستينات والخمسينات قدوة ثورية لأمريكا اللاتينية، وهو اليوم قدوة لبنان وتونس في سلمية النضال بالاحتجاج السلمي، وقد يحصل على جائزة نوبل للسلام..1 - قولك قاطعنا الانتخابات 12 مرة ولا نتيجة يؤكد ما سبق، ثم لماذا تعيب على المقاطعة ولا تعيب على المشاركة؟! أليست أحزاب البؤس السياسي قد شاركت أيضا 12 مرة بغرض فرض التغيير من الداخل وانتهت إلى هذه النتيجة الصفرية، ومن هنا فإن المشكلة ليست في المقاطعة ولا المشاركة الزائفة، بل في هذا النظام الذي يرفض التغيير، سواء بالمقاطعة أو بالمشاركة.2 - إذا كانت المشاركة الشكلية قد ساعدت النظام على التعنت والبقاء، فإن المقاطعة قد أدت إلى إنضاج هذه المواجهة الحاصلة الآن في الشارع مع النظام قصد التغيير جذريا.. ومن هنا فإن المقاطعة لها جوانب إيجابية.نعم ليس الشعب وحده الذي يقطع الطرق بالاحتجاجات، بل السلطة هي أيضا تقطع الطرق[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات