قارنوا بين الموقفين التاليين، وأنتم تعرفون لماذا تمنيت أن أكون نعشا على أن أسير في تشييع نعش؟! بعد رؤيتي للقاء بن صالح وبوتين في روسيا:في 1959 اجتمع قادة الثورة في القاهرة لدراسة مسألة تزويد الاتحاد السوفياتي للثورة الجزائرية بالسلاح عبر دولة تشيكوسلوفاكيا ومصر... حيث كلف الاتحاد السوفياتي تشيكوسلوفاكيا بتزويد الثورة الجزائرية بالسلاح عبر مصر الشقيقة، ولكن ثوار الجزائر لاحظوا أن كمية السلاح التي تسلمها تشيكوسلوفاكيا إلى مصر لتوصلها إلى ثوار الجزائر لا تصل كاملة إلى الثورة الجزائرية! فاجتمع الثوار وقرروا إيفاد أحد الباءات الثلاثة، وهو المرحوم بن طوبال، إلى الاتحاد السوفياتي لإبلاغه بأن الثورة الجزائرية تطلب منه أن يتدخل لدى تشيكوسلوفاكيا لترسل شحنات السلاح الموجهة للجزائر إلى دولة ليبيا بدلا من مصر!ذهب بن طوبال إلى موسكو وقابل رئيس الحكومة آنذاك كوسيغين، وطرح عليه رغبة الثورة الجزائرية في أن يرسل السلاح عبر ليبيا وليس مصر... فقال له كوسيغين إن هذا أمر غير ممكن، لأن ليبيا ملكية رجعية وفوق أراضيها قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية (قاعدة هويس) ولا يمكن التعامل معها... فالسلاح يصل إليكم عبر مصر وفقط!فقال له بن طوبال: “إذن أنتم ترفضون دعم الثورة الجزائرية وتؤيدون فقط عدم تعذيب المجاهدة جميلة بوحيرد، سأعود إلى الجزائر وأبلّغ الثوار الجزائريين موقفكم هذا...”! غضب كوسيغين وقال لبن طوبال بنرفزة: “أنت يا هذا نسيت أنك تخاطب رئيس قوة عظمى في العالم لا يمكن تهديدها بغضب ثوار؟!فرد عليه بن طوبال: أعرف ذلك جيدا... فأنا لم أخطئ في امتطاء الطائرة من روما إلى موسكو؟!هكذا كان رجالنا الثوار يتصرفون ونحن ثوار... قارنوا هذا بتصرف بن صالح مع بوتين ونحن دولة... حيث يطلب منه بأن يعينه على شعبه ليتحكم في الأمر!القصة حكاها لي بن طوبال، رحمه الله، قبل 35 سنة من الآن... وما كنت وقتها أحسب نفسي أعيش إلى أن أرى ما رأيت بين بن صالح وبوتين.الله لا يسمح لمن أوصل البلاد الجزائرية إلى مثل هذا الهوان السياسي والإعلامي المنقول عبر الأقمار الصناعية من موسكو[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات