المؤكد أن أغلب المترشحين للرئاسيات، إن لم يكونوا كلهم، قد واجهوا صعوبات في جمع التوقيعات... وكثرتهم قد زادت في صعوبة هذه المهمة!وقد سرت حكاية رفض الشعب منح التوقيعات لأرانب الرئاسيات مسرى النور في الظلام! فأصبح كل واحد يقدم على منح توقيعه لأي مترشح يكون محل ازدراء من طرف معارفه!لكن دخول المال الفاسد على الخط في شراء التوقيعات قد أنعش بعض الشيء حكاية التوقيعات خاصة بالنسبة للمرشحين الأرانب من الصف الأول.وقد دخل مقاولون أصحاب المال الفاسد كالعادة على الخط للاستثمار في تمويل جمع التوقيعات لمن يعتقدون أنه سيكون الرئيس القادم، وبالتالي المراهنة عليه حتى ولو كانت الحكاية فيها بعض المغامرة بالقياس إلى ما حصل لمن موّلوا العهدة الرابعة وهموا بتمويل العهدة الخامسة!المؤسف في العملية أن الأجهزة الأمنية للدولة لا تقوم بواجباتها في قمع هذه الظاهرة غير القانونية... ظاهرة شراء التوقيعات، وهي أول مخالفة صريحة للقانون وأول تزوير للانتخابات، السلطة المستقلة للانتخابات على علم بها ولم تستخدم القانون والأمن في محاربة هذه الظاهرة مخافة أن لا يتمكن المترشحون من جمع التوقيعات، لأن المترشحين ليست لهم أحزاب ولا برامج ولا سمعة ولا حتى عروشية، ما حدث في رئاسيات تونس فتح شهية (الطامعين) والطامحين في المرور للدور الثاني.. على اعتبار أن الشعب قد سئم من الوجوه القديمة وقد يعاقب هذه الوجوه بالتصويت على المغمورين، لهذا طمع كل الناس في الترشح وقلّت حكاية الانسحاب حتى الآن. المؤكد أن الشباب البطال والذي يسجل نفسه لأول مرة في قوائم الانتخابات هم الموقعون الأساسيون للمترشحين حتى الآن.. لأن بعض الشباب البطال يسجل نفسه ويبيع توقيعه للمترشحين بمبالغ قد تصل في بعض الأحيان إلى نصف مليون سنتيم. وقد أبلغت الجهات المعنية بالتوقيعات سلطة الانتخابات أن هؤلاء الشباب هم من يمارس التوقيعات على نطاق واسع، ولذلك عمدت السلطة إلى تمديد التسجيل لهذه الفئة من 12 إلى 17 من الشهر الحالي! وكان بإمكانها أن تقوم بمراجعة القوائم وفتح التسجيل لهؤلاء بعد انتهاء المهلة لجمع التوقيعات وهي المحددة بـ25 من الشهر الجاري...! لكن مع ذلك، فإن جمع التوقيعات أصبح عقبة جدية قد تهدد فعلا هذه الانتخابات؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات