ما يحدث في الشرق الأوسط هذه الأيام أعاد النظر جذريا في مسألة حماية الجيوش للأمن القومي لهذه البلدان:1- العربية السعودية أكبر دولة في المنطقة صرفت أموالا هائلة على التسلح لجيشها في المنطقة مؤخرا لم يستطع جيشها الذي اقتنى أحدث الأسلحة أن يصون أمن المملكة من ضربات الحوثيين اليمنيين الجوعى! فوجدت المملكة نفسها مضطرة إلى اكتراء جزء من أقوى جيش في العالم (جيش الولايات المتحدة) للدفاع عنها ضد الحوثيين... وبذلك ظهرت نظرية جديدة في حماية الأمن القومي للدول باكتراء أقوى الجيوش في العالم للدفاع عن الأمن القومي للدولة... وبذلك سقطت نظرية الدفاع القومي المبني على بناء الجيوش بترسانة السلاح وظهرت نظرية جديدة في الدفاع الوطني وهي نظرية كراء الجيوش القوية في العالم عوض بناء جيوش قوية.. وتحولت جيوش أغنى الدول الكبرى إلى جيوش يمكن كراؤها بالمال لإنجاز حروب بالوكالة لحماية الدول.2- كل العالم لاحظ أن جيش أمريكا المنتصر في الحرب العالمية الثانية كان يحمي أوروبا في إطار “الناتو” بمقابل مبطن كما هو حال أمريكا الآن في الشرق الأوسط. وكل الناس يعرفون أن أمريكا حمت قطر من السعودية خلال العقود الماضية بمقابل من خلال قاعدة “عديد” واليوم تقوم أمريكا بحماية السعودية من اليمن ومن ورائها إيران بمقابل أيضا.حتى تركيا تحالفت جزئيا مع سوريا لإنهاء “مشكل” الأكراد في شمال سوريا ربما بمقابل من جهة لا يروقها بقاء الأكراد في مثلث الحدود الرباعي (العراق، إيران، تركيا وسوريا).3- نظرية كراء الجيوش الدولية القوية لحماية الأمن القومي للدول أصبح الظاهرة الحديثة في نظريات الأمن القومي للدول، وهي النظرية التي قد تأتي على نظرية ابتزاز الدول الضعيفة بحكاية بيع السلاح التقليدية واستبدالها بنظرية كراء الجيوش من طرف الدول الصغيرة لحماية أمنها بجيوش الدول الكبيرة، كما هو حاصل الآن في الشرق الأوسط، وقد تنتقل نظرية الأمن العالمي من حكاية السيطرة على صناعة وتجارة السلاح إلى نظرية الجيش الواحد أو الاثنين في العالم الذي يصون الأمن العالمي للدول بما يسمى (الجيوش المرتزقة)! والدول تدفع بلا حساب ثمن أمنها لهذه الجيوش.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات