كنت أفضل عدم التعليق على ما قاله تبون للصحافيين لولا أن هناك ملاحظات حول بعض الجوانب من تصريحاته:1 - هل هناك فرق بين جمهورية ثانية وجمهورية جديدة من حيث المعنى التأسيسي الدستوري؟! وهل يمكن أن ننشئ جمهورية جديدة بالأساليب والممارسات القديمة؟!تبون المسؤول المتمرس في السياسة لمدة نصف قرن، يعرف بالتدقيق أن الانتخابات النزيهة هي إرادة سياسية من السلطة وليس هيئة أو هيئات شكلية تسمى (السلطة الوطنية للانتخابات) وأن كل الدلائل الآن تشير إلى أن هذه الانتخابات لن تكون أحسن من الانتخابات السابقة من حيث إمكانية التلاعب بنتائجها!2 - نعم.. ما قاله تبون بخصوص سجن جزء من العصابة الحاكمة هو معجزة.. لكن ليست بالقوة التي تجعلنا نقول إن المعجزة هي بقاء البلاد واقفة طوال هذه المدة وعلى رأسها عصابة بمثل هذا الحجم من الفساد والرداءة والاستبداد؟!3 - تبون حاول إبعاد شبهة أنه مرشح السلطة عن نفسه بشكره للحراك وقوله ”إن الحراك نعمة كبرى”! لكنه لم يتخذ موقفا من هذه النعمة الكبرى بخصوص شباب الحراك الذي سجن خارج القانون.4 - أما حديثه عن العصابة التي أطاحت به من الحكومة فلم يكن موفقا فيه كثيرا.5 - شيء جديد قاله تبون وهو أن العصابة خصصت لرأسه في الحكومة 300 مليار! وأن الصحافيين أخذوا رشوة للهجوم عليه؟!6 - بقي أن نقول: هل الانتخابات القادمة التي يؤمن تبون بأنها ستكون حرة لأول مرة في تاريخ الجزائر، يمكن أن تكون فعلا حرة وفيها هذه النماذج المترشحة التي سيتنافس معها تبون وتجري في جو فيه المئات من مساجين الرأي، فضلا على سجناء الفساد من العصابة، وتجري والشعب يتظاهر في الشوارع وشبه الأحزاب الموجودة في البلاد تقاطعها من الإسلاميين إلى الديمقراطيين؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات