بؤس المترشحين للرئاسيات القادمة في السياسة لا يقل عن بؤس المترشحين لهذه الرئاسيات (من النخب) الجامعية ومن يسمون أنفسهم بالخبراء وذوي الاختصاصات العلمية في الاقتصاد والثقافة والإعلام!تصوروا معي أحد المرشحين (من النخب) التي يعول عليها شعبيا بأن تنافس السياسيين المرسكلين، يقول في منصات التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة: “إن الحجار كان يأخذ منه المستثمر الهندي الذي باعت له الحكومة الجزائرية هذا المركب... كان يأخذ (20 مليار دولار يوميا) أقول 20 مليار دولار يوميا يحولها هذا الهندي إلى بلاده! هذا (الخبير) في علم الضمياطي الاقتصادي لا يعرف بأن رقم 20 مليار دولار يوميا يعني تحويل ما لا يقل عن 7.5 ألف مليار دولار سنويا، وهذا معناه نصف ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر اقتصاد في العالم! ولا يعرف هذا (الخبير الاقتصادي) في علم الضمياطي الاقتصادي أن تجارة الحديد في العالم أجمع لا تبلغ 20 مليار دولار، فكيف يحولها هذا الهندي من الجزائر إلى بلاده كأرباح من مصنع الحجار وحده؟ هذا (الخبير) البائس اقتصاديا قال أيضا إنه إذا انتخبه الجزائريون في الرئاسيات القادمة سيعمل على بعث مشروع في الفلاحة يوفر للجزائر ما لا يقل عن 6 آلاف مليار دولار؟! أقول 6 آلاف مليار دولار! هكذا قال، فالولايات المتحدة الأمريكية أكبر منتج في العالم للإنتاج الفلاحي لا توفر من الفلاحة حتى ربع هذا المبلغ؟! وأوروبا مجتمعة لا تنتج من فلاحتها المتطورة حتى ثلث هذا المبلغ.الحق يقال أن كذب الأرانب السياسية المرشحة للرئاسيات على الشعب الجزائري في البرامج التي تقدمها لم يصل حتى إلى ربع ما يكذبه هؤلاء (الخبراء) الجامعيين في علم الضمياطي الاقتصادي؟!البلاد تعيش فعلا بؤسا علميا في نخبها يتجاوز البؤس الذي تعيشه البلاد في نخبها السياسية.. لهذا السبب تجد هذه النخب توزع الجهل العلمي على الشعب في الوسائط الاجتماعية يتجاوز الجهل السياسي الذي يوزعه على الشعب رموز السلطة؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات